الرجل الذي ينظِّف زجاجَ النوافذ طباعة

هو يأتي ، مرّةً في كل شهرَينِ
ويرقى سُـلّـماً من خشبٍ أزرقَ حتى منتهى النافذة العليا
وبـالـخِـرقـةِ والـمحلولِ يجلو غائمَ البلّـورِ والمنظرِ ؛
هذا الزائرُ النادرُ لا ينظر في وجهكَ إنْ صادفتَــهُ ،
وهو لا يهمس حتى بصباح الخيرِ …
يأتي هادئاً ، غُـفْـلاً
ويمضي هادئاً ،
لكنه يتركُ للصورةِ أن تنصعَ
للمرآةِ أن تلمعَ كالمرآةِ
للمرأةِ أن يبصرها العاشقُ من خلفِ الزجاجِ
..............
..............
..............
اليومَ
كان الكونُ مبتلاًّ
ولكنك لا تبصرُ أمواهَ السماءِ ؛
المطرُ الناعمُ في ساحتنا أنعمُ من أن تجتليهِ العينُ .
والزائرُ ؟
حقّـاً ، ترك الزائرُ لي أن أرقبَ العشبَ الذي يضحكُ للماء السماويّ
وأن أستنشقَ الأشجارَ من أغصانها العليا التي تبتلُّ ،
أن أستافَ ضوعاً طالعاً من جنّـةِ الأعماقِ حيثُ الجذرُ …
والبغتةُ :
هذا قُـزَحٌ قد علّـقَ القوسَ على باب السماء !

                                                             لندن 20 / 5 / 2003

اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 17:58