عراةً ســنمضي إلى اللهِ أكفــانُـنا دمُــنا ، ونيوبُ الكلابِ التي اسـتذأبتْ هي كافورُنا … الزنزانة التي كانت مغلقةً ، كهربائياً ، انفتحتْ فــجأةً ، لتجيءَ الـمُـجنّـدةُ . عيوننا المتورِّمةُ لم تتبيّـنها واضحةً . ربما لأنها من عالمٍ غامضٍ . لم تقل الـمجنّـدةُ شيئاً . كانت تسحبُ وراءها ، مثل حصيرٍ مهتريءٍ ، الجسدَ الـمـدمّى لشقيقي . وحفاةً ســنمشــي إلى اللهِ أقدامُــنا أنتنتْ بالقروحِ وأطرافُــنا أُثخِـنَتْ بالجــروحِ هل الأميركيون مسيحيون ؟ ليس لدينا في الزنزانة ما نمسحُ به الجسدَ المســجى . ليس في الزنزانة إلاّ دمُـنا المتخثِّـر في دمنا ، وهذه الرائحة الآتية من قارة المسالخ . لن تدخلَ الملائكةُ هنا . الهواءُ يضطربُ . إنها أجنحةُ خفافيشِ الجحيم . الهواءُ هامدٌ . انتظرناكَ ، يا رَبُّ … كانت زنازينُـنا أمسِ مفتوحةً - نحن كنّـا على أرضها هامدينَ – ولم تأتِ يا ربُّ … لكنـنا في الطريق إليك . سنعرفُ السبيلَ إليكَ حتى لو خذلـتَـنا . نحن أبناؤكَ الموتى أعْـلَـنّـا قيامتنا . قُلْ لأنبيائكَ أن يفتحوا لنا الأبوابَ ، أبوابَ الزنازينِ والفراديسِ . قُـلْ لهم إننا آتون . صعيداً طيِّـباً تيَـمَّـمْـنا . المـلائكةُ تعرفنا واحداً واحداً … لندن 10/5/2004
|
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 17:29 |