الطّــوافُ بالمقاهي الثلاثة طباعة

                 ( 1 )

يا أنتَ ، العابرَ كلَّ دوائرِ هذي العتْـمةِ ، دائرةً دائرةً ،
لتُـطوِّقَ عنقي كالأُنشـوطةِ ، من مسَـدٍ وحريرٍ حيناً
من فخّارٍ وتهاويلِ جداريّاتٍ حيناً ،من أهدابٍ خِيطتْ أحياناً،
يا أرضاً كانت ماءً،ياماءً كان الأرضَ.هنا ترتفعُ الصلواتُ
نشيداً باسمكَ، أو تنفرعُ الفلَـواتُ...أُحَيِّـيك،وأحْـييكَ،
وأسألكَ الغفرانَ اليومَ،وأسألُـكَ النسيانَ غداً.سـتمُـرُّ
الدبّاباتُ على ساقَيكَ مُجلجِلةً في كتمانٍ من سُـرُفاتٍ طينٍ،
وسيمتدُّ رقيمٌ (تشويهِ شموسٌ ثابتةٌ) من رمل الفاو وأوراقِ
الحنّـاءِ إلى الصخرِ المقدودِ ربايا وطرائدَ من آشورَ.أنا أسألُكَ
المغفرةَ،الهدأةَ،شـكّـلتَ جبيني بالوسمِ،وعلّـقتَ ذراعي
اليسرى بالكُـلاّبِ،وقُـلتَ: أُحَـمِّـلُكَ الآنَ دمي .
ما كنتَ صغيراً لتكونَ كبيراً.أنت الإسمُ الأولُ والمَـوئلُ .
أنتَ عدُوِّي مُـذ كنتَ،صديقي مذ كنتُ...ستأتي أسرابُ
الطيرانِ الحربيّ مجلجلةً تحتَ سـماءٍ من صَـهَـدٍ ...
سيكونُ هواؤكَ محتقناً بالبارودِ ومختنقاً ،لكنكَ تبحثُ عني،
أنا،إسـمِكَ،كي تقتلني. الدبّاباتُ تُبددُ جِلدَكَ،والطيرانُ
الحربيُّ يمزِّقُ أهدابَكَ،لكنكَ ملدوغاً تتبعُني كي تسلخَ أجفاني؛
وتُـمزِّقُ أضلاعي كي تأكلَ قلبي.لستَ الآنَ الطيرَ المرموقَ
عصائبَ...لستَ النسرَ القادمَ من حِـمْـيَـرَ ، لسـتَ
الهُدهدَ ،لستَ حمامةَ نوحٍ،لستَ الرخَّ...فمن أينَ أتاكَ
اللونُ الميِّتُ هذا؟ من أين أتتكَ القَـصْـباءُ لتبريها صعدةَ
رمحٍ؟ أنتَ هنا اللحظةُ.تَـغفَـلُ عمّـا ترسُمُـه سُرُفاتُ
الدباباتِ،وتَـغفلُ عمّـا يمحوهُ الطيرانُ الحربيُّ ، ولا تَغفَلُ
عني...فَـلْـتَهدأْ ،أرجوكَ ! اهدأْ، واتركني أتمرّغْ في غُصصِ
الأحلامِ،اتركْـني أتمرّقْ قصصَ الأعوامِ...أنا ابنُكَ،صِنوُكَ،
حاملُ أختامِكَ في جيبِ الصدرِ، وعنوانُكَ حين تغيبُ طويلاً.
لا!لا تبتلعِ الدباباتِ كما تبتلعُ الملحَ، ولا تمسحْ بالسَّــعفِ
الطيرانَ الحربيَّ... وأنصِتْ لي في ضجّـةِ هذا الوادي الهامدِ:
هل تسمعُ شيئاً؟ هل تهجسُ ما يفعلُهُ النملُ هنا تحتَ جذورِ
النخلِ؟ هل الماءُ يسيلُ من الصخرةِ ؟ يقطرُ...يقطرُ...
يقطرُ...،قلتُ لـكَ: اسمـعْـني! ذاك دمي يتقطَّـــرُ
في الهدأةِ. نبضي هو ما يفعلُـهُ النملُ حثيثاً تحتَ جــذورِ
النخلِ...
اسمــعْـني!   

               (2 )

مقهىً على " بابِ الزُّبيـر"...
تُقابلُ المقهى من الجهةِ اليمينِ ، الشُّـرفةُ الخشبُ التي جاءت
من الهند البعيدةِ. واليسارُ يضمُّ مكتبةً ودكّـاناً لبيع الخردواتِ.
وأنتَ حين تكونُ في المقهى ستشربُ شايَكَ المألوفَ، ثم تقـومُ
مبتهجاً ، لتدخلَ غرفةَ البلياردِ:
طاولةٌ
وعشبٌ أخضرٌ
وكُـراتُ ألوانٍ...
سـتُـلقي نظرةً عجلى، وتمضي نحو زاويةٍ
تراقبُ...
أنت لا تستعجلُ الأشـياءَ
والتاسُ الذين رأيتَـهم في غرفة البلياردِ لا يستعجلون؛
وسوف يدخلُ آخرون الغرفةَ...
الساعاتُ تمضي
والهواءُ الرطْـبُ يدخلُ في القميص ويستقرُّ حرارةً منقوعةً في الصدرِ.
أنت تراقبُ:
المتفرجون تكاثروا في غرفةِ البلياردِ
لكنّ الذين تَقاسَـموا كلَّ العِـصِـيِّ تبادلوا الأدوارَ
ظلوا ، وحدَهم، في لعبةِ البلياردِ ، يقتاتونَـها
كرةٌ هنا حمراءُ
أخرى بَـعدها سـوداءُ
واحدةٌ تُـلاحقُـها العصيُّ ، وحيدةٌ بيضاءُ...
كان اللاعبون يُـداوِلونَ عِـصيَّـهُـم و كُـراتِـهم
لاهينَ عمّـا تفعلُ الأشياءُ
لاهينَ عن متفرجينَ رأوا في لعبةِ البلياردِ لعبتَـهم ؛
وإنْ شـئتَ الحقيقةَ قال أربعةٌ من الشـبّـانِ همسـاً :
غرفةُ البلياردِ ليستْ ثُـكنةً...
...............
...............
...............
ما أغربَ المقهى على " باب الزُّبير" !

               ( 3 )

قِـعْـبٌ من سامرّاءَ. البئرُ ، المطويُّ كقنبلةٍ في النسيانِ ، يفوحُ قليلاً.
هذي جَـفَناتي و نذوري. سنبيتُ الليلةَ في الصحنِ. وفي منتصَف الليلِ
نُـراوغُ ذاكَ القـيِّـمَ كي نهبطَ في البئرِ. الليلُ نحاسٌ.سترِنُّ خُطانا بينَ
النجمِ وقلبِ الأرضِ.سنهتفُ:تحيا الحريّةُ!ثمّ نُدَلِّـي حبلاً ونلوذ  بهِ حتى
نلمسَ قاعَ البئرِ...، النسوةُ جئنَ هنا من كلِّ ضـواحي بغــدادَ ،
النسوةُ بالأسودِ والوشمِ الفيروزِ وأغنيةِ الموتى ، والنسوةُ يدعونكَ يا غائبُ،
يا ساكنَ رضوى ، يا مُـطْـعِمَـنا عسلاً وفراتاً.سنبيتُ الليلةَ في الصحنِ،
فلا تطردْنا من مَـلَـكوتِـكَ، لا تتركْـنا لذئابِ البرِّ. يتامى نحــنُ،
ضعافٌ ، وذوو أطفالٍ، فارحمْـنا يا ساكنَ رضوى، أغمِـضْ عينيـكَ
الجوهرتينِ، ودعْـنا نهبط في البئرِ. ستعرفُ من رائحةِ الحبلِ الجُـوتِ
منازلَ حَـيرتِـنا.لسنا سـفهاءَ ، وأعيُـنُـنا سُـمِـلَتْ منذُ قرونٍ
في حربٍ ظالمةٍ ، عبرَ قُـرىً ظالمةٍ . لن نحلمَ حتى بندى كـفَّـيكَ .
فنحن خرجنا من أجداثٍ كي ندخلَ أجداثاً. لا أكفانَ لنا ، لا صـلواتٍ.
لا آسَ ولا سـدرَ ولا كافورَ. مباركةٌ طـلْـعتُـكَ ، اسمعْـنا يا سبطُ
هنا ... في قاع البئرِ  ستسمعُـنا. هل تعلمُ ، يا سبطُ، بأنّ قنـــابلَ
B 52 ، وقذائفَ مدفعنا الهاوتزر ، ذرَّتنا في الريح غباراً من لحـمٍ وعظامٍ؟
هل تعلمُ، يا سبطُ، بأنّـا كنّـا جوعى وعُـراةً حينَ قُـتِـلْـنا ؟ هل تعلمُ
يا سبطُ ، بأنّـا حينَ ظمِـئنا أُورِدْنا بنزيناً ثم رُمِـينا برصاصٍ يشـعلنا؟
تحيا الحريةُ!في " الفاوِ" شربنا الغازاتِ السامّـةَ حتى ذابت أعيُـنُـنا
كالشحمةِ في القيظِ، وفي كردستانَ أكلْـنا لحمَ الأكرادِ على السيــخِ.
إذاً، نحن وحوشُ الكونِ، بقايا اللهبِ المتدافعِ من جوفِ التنِّـينِ ، ضِـباعُ
الغاباتِ المنسيّةِ في كتبٍ بائدةٍ... هل تسمعُنا يا سِـبطُ؟ وهل تأذَنُ للذئبِ
بأنْ يغدو حمَـلاً في لحظةِ إيمانٍ ؟ هل تأخذُ منّـا أنفُسَـنا؟ إنّـا ، يا سبطُ،
التوّابونَ، وإنّـا يا سبطُ، الكذابون. فهل تأخذُ يا ساكنَ رضوى ، اليومَ ،
بأيدينا؟ هل تمنحُـنا نفحةَ روضٍ ورضاً ؟
كم كان عراقُ الوهمِ جميلاً !
تحيا الحريةُ !
حبلُ الجُـوتِ تدلّـى.
والأنشــوطةُ مُـحـكَـمةٌ.
والبئرُ يساوي نصفَ المترِ...
ســلاماً !

                ( 4 )

مقهىً على " شطّ العرب "...
قد كنتُ ذوّبتُ المرارةَ في فمي مُـتَمـطِّـقاً بالشاي...
كان النهرُ أبيضَ
ثَـمَّ أشـرعةٌ ، ولمحٌ من نوارسَ لا تُـطيقُ البحرَ
( رامبو قال ...)
كان النهرُ أبيضَ
والنخيلُ هو الذي نلقاهُ في اللوحاتِ حسبُ ،
أتحسَـبُ الدنيا مُـضيَّـعةً ؟
أريدُ الآنَ أن أُحصي الدقائقَ:
تحتَ كالبتوسـةٍ جلستْ فتاةٌ فجأةً . في البُـعدِ يمْـرُقُ زورقً ، والقطةُ
السوداءُ تخمشُ جذعَ صفصافٍ تهدَّلَ شَـعرُهُ في الماءِ . كان البـــارُ
عبرَ الشارعِ الكورنيشِ أعلنَ نورَه. بحّـارةٌ ( جاؤوا من النرويجِ ؟ )
يفتتحون ليلتَـهم. تهلُّ الهندُ بالسمبوسكِ. السفنُ الثلاثُ لشرقِ إفريقيّةَ
ارتعشتْ قليلاً. كانت الأمواجُ تعلو. أين نذهبُ في المساء الماثلِ ؟ الشايُ
الذي أهملتُـهُ ما زال منتظِـراً. وعبرَ الضفةِ الأخرى أرى سيارةً. شفتي
تُدغدغني.تكون الشمسُ لِـصقي.ألمُـسُ الكرسيَّ. نورٌ في الهواء يَشيعُ.
بعد غدٍ سيحملُـني القطارُ إلى محطاتٍ وراء النهرِ . موسكو ربّـما...
...............
مقهىً على" شط العرب"...
كانت تماثيلُ الجنودِ( وأقرأُ: الضبّـاط ) تصطفُّ. الوجوهُ قبيحةٌ. وإشارةُ
الأيدي إلى إيرانَ أقبحُ. وحدَه، بَـدرٌ، تُسَـوِّرُهُ مزابلُ يومِه العاديّ...
لن تأتي الحمائمُ كي تحطَّ ، ولو لتذرقَ ، فوقَ لِـمّـتِـه الخفيفــــةِ،
سوف تأتي الطائراتُ. وسوف تنقضُّ الصواريخُ البعيدةُ بغتةً في هدأةِ الجنديّ.
تلك الساعةُ الدقّـاقةُ السوداءُ ( جاء بها إلينا أرمنيًّ )سوف تعلو في الهواءِ
( كأنها من صُنعِ سـلفادور دالي )... لم تَـعُـدْ في بصرةِ البِــصريِّ
أروقةٌ ، ولم تعدِ القناطرُ ( وهي من جذع النخيلِ ) صراطَنا نحوَ السمـاءِ .
الليلُ مُـنقَـضٌّ...سنسكنُ في مقابرنا. أليس البومُ أجملَ ؟
غَـنِّـنا يا قاطعَ الأوتارِ، غنِّ...
الليلُ مشتعلٌ بنيرانِ القيامةِ، والضفافُ مليئةٌ بمسابحِ الألغامِ ، والأسـماكُ
صارت تأكلُ اللحمَ المدوِّدَ مثلَـنا.
غنِّ، " المقاهي أغلقتْ أبوابَـها"...
غنِّ !

              ( 5 )

الليلُ ببغدادَ يجيء سريعاً . الليلُ ببغدادَ يُقيمُ طويلاً . منذ قــرونٍ
والليلُ ببغدادَ يجيء سريعاً ويقيمُ طويلاً . ســيقولُ الحدّادون سئِمْنا
العيشَ، صناعتُنا السيفُ ، وصنعتُنا الضّعفُ . يقــولُ النجّـارون
سـئمنا العيشَ، صناعتُنا التابوتُ . يقولُ الحَـذّاؤون سئمنا العيش،
صناعتُنا جزماتُ الجيشِ. يقول الشعراء سئمنا العيشَ ، صنـاعتُنا
أصباغُ الوجهِ. يقول أطبّـاءُ المستشفى نحن سئمنا العيشَ ، صناعتُنا
أن نصلمَ آذاناً أو نجدعَ ( مثل زمان الحَـجّـاجِ) أنوفاً. ويقول الحلاّجُ:
تُـرى ، هل صار الحلاّجُ الناسَ جميعاً ؟
قمرٌ يتطاولُ. والنجمُ تضاءلَ. أين منائرُ وادي الذهبِ؟ الخيلُ مُـطهَّـمةٌ،
والناسُ سـواسيةٌ، والحجرُ الأسـودُ في البحرينِ. كأنّ سماءً من قصديرٍ
تُطْبِـقُ. يا أخبارَ الصحفِ الأولى، يا أشجارَ السبيِ ، ويا أرصفةَ النفيِ...
الليلُ ببغدادَ يجيء سريعاً. أسـرعَ من صاروخِ قيامتنا، أسرعَ حتى من
صاعقةِ الرؤيا. أحياناً نتذكرُ أنّـا بشـرٌ، أنّ لنا ، كالحيوانِ، عيوناً ...
أنّ لنا أطرافاً تتحركُ أيضاً. نحن بلا أسماءَ...لماذا تُرخين ضفائرَكِ الأبنوسَ
على زندي؟ ولماذا يتمشّـى زندُكِ هذا العاجُ على شفتيَّ؟ لماذا ترتعشين؟
ألِـلَـذّةِ ترتعشينَ؟ أنا أغمضتُ العينينِ وأعطيتُكِ أجنحتي. سنســافرُ،
قولي: سنسافرُ...قولي إن الناسَ يعيشون على القاراتِ القمَـريةِ كالناسِ.
وقولي إن لديهم أروقةً وحدائقَ...سوف تهدهدني كلماتُـكِ حتى الموت.
الموجةُ تتلو الموجةَ
كان بدجلةَ بيتُ الساحرةِ . الضفةُ العاليةُ اصطفقتْ بالماءِ الأحمرِ. سوف
نشـيِّـدُ عاصمةً ، ونمـدُّ جســوراً.
لكنّ اللوحةَ تهتــزُّ...
اللوحةُ وهي على الحائطِ تهتزُّ ،
ونسقطُ منها. أنتِ. أنا . نسقطُ منها. ها نحن غريبانِ هنا ، ها نحن فقيرانِ
هنا ، يُـرعدُنا البردُ ، وينهشنا الجوعُ ، ويهتكنا الجرَبُ الضـــــاري
مثلَ كلابِ البدوِ ،
ســلاماً يا أرضَ الثمرِ الأولِ
يا أرضَ الطينِ المعجونِ بآلهةٍ...
يا نبعَ الريحانِ
ســلاماً...

             ( 6)

مقهىً ل" سـيدوري " على البحرِ:
السفائنُ ألقتِ المرساةَ فجراً ، وهي تنتظرُ المسـاءَ ليلتقــي
البحّـارةُ الحكماءُ تحتَ سقيفةِ المقهى. و سيدوري تهيّءُ منذُ
أزمانٍ ، موائدَها، وتمشُـطُ شـَعرَها ، وتُحـاورُ المرآةَ...
في الأفقِ البعيدِ سلآلمٌ تَـرقى وأبخرةٌ.
ستَـنبتُ ، بغتةً ، صفصافةٌ.
قصبُ السقيفةِ كان مضفوراً ومؤتلقاً.
زلابيةٌ سقيفةُ ذلك المقهى...
وخمـرٌ في الجِـرارِ
وفي الجفَـناتِ ترغو ، حرّةً ، جُـعةُ الشعيرِ
وفجأةً، نادى المـُنادي:
أين سيدوري؟
وعادَ الصوتُ يطفو كالنوارسِ :
أين ســيدوري؟
وسـيدوري تهيّءُ منذُ أزمانٍ ، موائدَها ، وتمشطُ شَـعرَها ،
وتُـحاوِرُ المرآةَ...
ســيدوري ، سـتُـجلِـسُ ، في المساءِ ، الكونَ
سوف تكونُ ربّـتَـهُ
وسـاقيةً تُجالِـسُ أهلَـهُ ، البحّـارةَ الحُـكماءَ
سـوف تقولُ ســيدوري نُـبُـوءتَـها
وتُـعلنُ صوتَـها
أعلى من الصفصافةِ الأولى
وأعلى من سلالمِ ذلكَ الأفقِ البعيدِ...
وسوف يجلسُ حولَـها البحّــارةُ الحُـكماءُ
في أســمالِـهم
وعلى جدائلِـهم بُـروقُ البحرِ ، والملحُ...
................
................
................
السفائنُ سوف تُـقلِـعُ مرةً اخرى...

                                                    لندن   /  10 – 4 - 2002