تقليد عبد السلام عيون السُّـود طباعة
تقييم المستعملين: / 0
فقيرأفضل 

لكـأنّ وجهَكِ ، يا صديقةُ ، في المتاهةِ ، وجهُ أختي
ألَـقٌ له ألقٌ ، ومعنىً غيرُ معنىً ، أو كــــلامِ
لا بُـدَّ أن أمضي ، وأن أجدَ التفرُّدَ في الزِّحــامِ
ولَئنْ تعثّـرتِ الخُـطَى ، ونسيتُ ما مَرمى سهامي
فلأنّ ما يعني الكلامُ الآنَ قــد يعنيهِ صمتــي
" أنا يا صديقةُ متعَـبٌ حتى العَياء فكيف أنتِ ؟

أمشي ، ولكني الـمُـسَـمّـرُ ، والسّـحابُ الجونُ بيتي
ماذا؟ أأهجسُ في الهجيرِ مَـتالعَ الثلجِ البعيـــدِ ؟
هل تُولَـدُ البيداءُ من كَـفّـيَّ، أم كفّايَ بِـيْدي؟
والنهرُ هل غنّى؟ ام الماءُ المتعتعُ بالنشـــــيدِ؟
إني انتظرتُكِ لم تجيئي، وارتجيتُكِ ...لم تَبتِّــي
" أنا يا صديقةُ متعبٌ حتى العَيــاء ، فكيف أنتِ؟

في الطائراتِ أحومُ ، أسألُ عن مَداركِ حيثُ حُـمتِ
زوّادتي بِـيَـدي، وملء مسدّسي الطلَقاتُ مـلأى
أيظلُّ هذا الكونُ أشيبَ؟ كيف لم أعرفْـه بـدءا ؟
ساُهاجمُ الـثُّـكناتِ ، أمنحُ جُندَها خبزاً ومنـأى
وأصيحُ بالمدنِ التي نامت: لأجلكِ كـان صـوتي
" أنا ياصديقةُ متعَـبٌ حتى العياء ، فكيف أنتِ؟

في لندنَ الخضراءِ تأخذني الشوارعُ نحــوَ نَـبْـتي
لي نخلةٌ في أولِ الدنيا ، ولي في النخلِ ســعــفةْ
والكأسُ ماءُ الطَّـلعِ...يا ما كانتِ الأيامُ رشفةْ!
يا ما ، و يا ما ...فلتَغِـمْ عيناكَ، ولْـتُـجْـفِلْـكَ رجفةْ
الليلُ يُضويني ...أنا المقطوعَ عن ولَدي وبنتـي
" أنا ياصديقةُ متعبٌ حتى العياء ، فكيف أنتِ ؟

هل يستقيمُ الخَـطُّ ، حتى عبرَ أنـمُـلةٍ ونَـحْـتِ؟
أم هل تدورُ دوائرُ الدنيا كما كنّـا نــريدُ ؟
بالأمس ِكنّـا أمسِ ، أمّـا اليوم فالأمسُ الجديدُ
أتقول لي عيناكِ إني في التســاؤلِ أسـتزيدُ ؟
قسَــماً بآلهةِ العراقِ لأختمَـنَّ عليكِ صـوتي
" أنا يا صديقةُ متعَبٌ حتى العَياء ، فكيف أنتِ ؟

                                                           لندن 18 – 2 - 2001
ــــــــــ
* اللازمة هي لعبد السلام عيون السود