ألبَير مامي يرحلُ بعيداً طباعة

سعدي يوسف

غادرَنا  ، منذ أيام ، وفي العاصمة الفرنسية باريس ، الفيلسوف  ، تونسيّ الأصل ، ألبَير مامي ، عن عُمرٍ مديدٍ .

وُلد ألبير مامي ، في تونس ،  في العام 1920 . اعتُقِلَ في الحرب العالمية الثانية ، لكنه استطاع الهرب .

بعد الحرب درس في جامعة الجزائر ، ثم في السوربون حيث نال شهادته في الفلسفة .

كتابه الشهير :  " المستعمِر والمستعمَر "

The Colonizer and the Colonized

صدر في العام 1957 بمقدمة من جان بول سارتر ، جاء في خاتمتها :

نحن ممتنّون لمامي ،  الذي ذكّرَنا بأن للمستعمَر سِرّه أيضاً ، هذا السرُّ هو في أننا  نشهدُ الإحتضارَ المشين للكولونيالية.

*

والحقُّ أن ألبير مامي ، له مدخلُه السايكولوجي الإجتماعي ، في قراءة  المجتمَع ، المحتَلّ بخاصّة .

وهو يرصدُ بدقّةٍ صارمة ، أحوالَ هذا المجتمع ، وكيف يحاولُ  المستعمَرُ ، التماهي ، مع المستعمِر ، رغبةً من الأوّل في الإرتقاء إلى منزلة الثاني .

المحاولة فاشلة بالطبع ، والتطبيق .

ويمثِّلُ على ذلك ، بمحاولة اليهود ، التماهي مع السادة الأوربيّين ، بُغْيةَ الإرتقاء بالمنزلة الإجتماعية ، لكن اليهود مكبّلون بالوعي الأسطوري ، فلا يمكنهم تحقيق التماهي الذي يرجونه .

( ألبير مامي يهوديّ تونسيّ )

*

من المؤسف ألاّ يتذكر التوانسةُ ، فيلسوفَهم !

 

لندن في 06.06.2020