محسنة توفيق ترحلُ نحو النجم ... طباعة

سعدي يوسف

الأمّةُ التي تفقدُ مَعْلَماً حضاريّاً ، بدون أملٍ في تعويضه ، هي أُمّةٌ آفِلةٌ .

أتأمّلُ ما نحن فيه ، بعد أن فقدْنا محسنة توفيق ، إيقونةَ فنٍّ ونضالٍ ...

أقولُ : أنّى لنا أن نعوِّضَ فقداناً  كهذا ؟

لقد مضى المسرحُ القوميّ

ومضى أهلُه ،

واحداً بعد آخر

واحدةً إثْرَ أخرى ...

*

التقيتُ الفقيدةَ للمرة الأولى في العام 1957 في موسكو !

كانت ضمن الوفد  المصريّ في مهرجان الشبيبة .

تحية كاريوكا كانت ضمن الوفد أيضاً ...

*

المرة الثانية  كانت في أواخر الثمانينيّات ، في صنعاء ، آنَ انعقاد مؤتمرٍ للمثقفين العرب ، لمساندة الإنتفاضة الفلسطينية .

ذكّرتُها بلقائنا الأول ، أيّامَ كنّا شباباً في مهرجانٍ للشبيبة.

عضّتْ على شفتها كأنها تريد ان تقول لي إن الأرضَ محظورةٌ !

*

محسنة توفيق ظلّتْ مؤتمَنةً على الفنّ .

ظلّتْ مؤتمَنةً على موقفٍ نضاليّ مستمرٍّ .

 

لندن في08.05.2019