Le The' de Samarcande قصيدةٌ للشاعر البرتغاليّ الصديق نونو جوديس " أصدرت دار لافوغرَيه الفرنسية مؤخراً مجموعةً شِعرية جديدة لنونو جوديس ، باللغة الفرنسية ، وقد تلقّيتُ قبل أيامٍ نسخة من الديوان الجديد ، أرسلَها إليّ نونو جوديس . قصيدة " شاي سمرقند" التي أُقَدِّمُ ترجمتي لها ، هنا ، هي من قصائد هذا الديوان " .
* في زُقاقٍ من أزقّةِ سمرقند ، قابلْتُ المَنِيّة . نظرتْ إليّ كأنّها لم ترَني . التحقتُ بها ، وسألتُها إنْ كنتُ أنا مَن تبحثُ عنه . لكنها استدارتْ ، مُشِيحةً عني وعبرتْ إلى الجهةِ الأخرى وقطعت الزقاقَ فغابتْ عن عينَيّ . وفي أحد الأيّامِ حين جاءتْ إليّ ، في زُقاقٍ من سمرقندَ تصرّفْتُ كأنني لم أرَها من قبلُ . وحين سألتْني إنْ كانت ، هي ، مَن أنتظرُ أشحتُ عنها وعبرتُ الزُقاقَ ، حتى غابتْ عن نظَري . ولأنّ سمرقندَ ليست أفضلَ مَلْقىً لي مع المنيّةِ أو مَلْقىً للمنيّةِ معي ... قلتُ : لنذهبْ إلى تاجر سجّادٍ نتفكّرُ في أيّ مكانٍ في الطرفِ الآخر من العالَمِ فرُبّما التقَينا ، هنالكَ . لكنّ المنيّةَ قالت لي إن الطرفَ الآخرَ من العالَمِ بعيدٌ جدّاً . كما أنها سارتْ طويلاً لتَبلُغَ مَن عليها أن تبلغَه . وبينما كنّا نحتسي الشاي بالنعناعِ ونتحدّث عن حياتنا ، سقطَ تاجرُ السجّادِ ، ميْتاً ، أمامَنا بينما كان يَبْسِطُ سجاجيدَه ... ------------ تمّت الترجمة في لندن ، يوم 23.08.2015 . فضّلْتُ استعمال المنية بدلاً من الموت ، اعتباراً لخصائص الثقافة اللاتينيّة.
|