" أبوابُ الفردوس " المغلّـقـة طباعة
Image
سعدي يوسف

رواية " أبواب الفردوس " الصادرة في العام 2013  ، عن دار نشر ميزوبوتاميا ، ببغداد ، هي العمل الروائيّ الثاني لناطق خلوصي ، الذي أتيحتْ لي فرصةُ قراءته .
*
" شُرُفات الذاكرة "  الصادرة في العام نفسه ، ببغداد ،كانت العمل الأوّل .
والحقّ أن " شرفات الذاكرة " بدتْ لي ، ضرباً من رواية السيرة اليسيرة ، لكنّ ما حبّبَها لديّ ، تَماثُلٌ ما في الوقائع،
بيني وبين الشخص الرئيس في الرواية .
لكنّ لـ " أبواب الفردوس " شأناً آخرَ ، مختلفاً ، وعميقاً .
إنها روايةٌ موضوعيّة  ، بمعنى  أن الشرط الأخلاقيّ الأساس ، وهو النأيُ بالذات ، في الفن الروائيّ ، متوافرٌ  هنا ،
في الأحداث ، والأشخاص ، وسيرورة المصائر .
وذلك الجرح السياسيّ النغّار ، الذي هيمنَ على " شُرُفات الذاكرة " ، استقرّ  ، في أركيولوجيا " أبواب الفردوس " ،
عميقاً ، لكنْ خفيّاً .
اللعبة الروائية تسَيّدَتْ.
*
نسرين ، غزوان ، أمُّهما المهجورة ، الأب نذير الباحث عن الثراء ،  العمّ اليساريّ ، رؤى ابنة العمّ  ، الخال المتديّن المحتال ، أمّ رهيف المتنفذة في إدارة الجامعة ، ريم الشهلاوي زوجة الأب الثانية ، ياسمين الباكستانية ، حمدي الأسيوطي..
هؤلاء الأشخاص ، وهم كثارٌ ، تَصْعُبُ عمليةُ تحريكهم ، فنّيّاً  ، في استغراق روايةٍ ييلغُ عديد صفحاتها ثلثمائة وخمسين.
لكن ناطق خلوصي ، أدارَ العمليّة بمهارة تستحقُّ التقدير .
*
هل الروايةُ راديكاليّةُ المنحى ؟
نعم . راديكاليّةٌ أكيداً .
لكن هذه الراديكاليّة تتجلّى في المصائر ، لا في الحديث .
لا مواعظ ...
كم رائعةٌ هي النهاية !
لقد أُغلِقَتْ أبوابُ الفردوس ...

لندن  26/1/2014