" أبوابُ الفردوس " المغلّـقـة |
سعدي يوسف رواية " أبواب الفردوس " الصادرة في العام 2013 ، عن دار نشر ميزوبوتاميا ، ببغداد ، هي العمل الروائيّ الثاني لناطق خلوصي ، الذي أتيحتْ لي فرصةُ قراءته . * " شُرُفات الذاكرة " الصادرة في العام نفسه ، ببغداد ،كانت العمل الأوّل . والحقّ أن " شرفات الذاكرة " بدتْ لي ، ضرباً من رواية السيرة اليسيرة ، لكنّ ما حبّبَها لديّ ، تَماثُلٌ ما في الوقائع، بيني وبين الشخص الرئيس في الرواية . لكنّ لـ " أبواب الفردوس " شأناً آخرَ ، مختلفاً ، وعميقاً . إنها روايةٌ موضوعيّة ، بمعنى أن الشرط الأخلاقيّ الأساس ، وهو النأيُ بالذات ، في الفن الروائيّ ، متوافرٌ هنا ، في الأحداث ، والأشخاص ، وسيرورة المصائر . وذلك الجرح السياسيّ النغّار ، الذي هيمنَ على " شُرُفات الذاكرة " ، استقرّ ، في أركيولوجيا " أبواب الفردوس " ، عميقاً ، لكنْ خفيّاً . اللعبة الروائية تسَيّدَتْ. * نسرين ، غزوان ، أمُّهما المهجورة ، الأب نذير الباحث عن الثراء ، العمّ اليساريّ ، رؤى ابنة العمّ ، الخال المتديّن المحتال ، أمّ رهيف المتنفذة في إدارة الجامعة ، ريم الشهلاوي زوجة الأب الثانية ، ياسمين الباكستانية ، حمدي الأسيوطي.. هؤلاء الأشخاص ، وهم كثارٌ ، تَصْعُبُ عمليةُ تحريكهم ، فنّيّاً ، في استغراق روايةٍ ييلغُ عديد صفحاتها ثلثمائة وخمسين. لكن ناطق خلوصي ، أدارَ العمليّة بمهارة تستحقُّ التقدير . * هل الروايةُ راديكاليّةُ المنحى ؟ نعم . راديكاليّةٌ أكيداً . لكن هذه الراديكاليّة تتجلّى في المصائر ، لا في الحديث . لا مواعظ ... كم رائعةٌ هي النهاية ! لقد أُغلِقَتْ أبوابُ الفردوس ... لندن 26/1/2014
|