سعدي يوسف تعليقٌ بسيطٌ مني حول ملحوظةٍ وردتْ في الفيسبوك ، أثارَ ما لم أكن أتوقّعُه ، بل أخشى أن يُحملَ التعليقُ على غير محمله ، أو أن يُحَمَّل فوق ما يُطيق . كنت زعمتُ إن القصيدة المغربية لم تعد تقول شيئاً الآن. وسبقَ لي أن قلتُ إن القصيدة العربية بعامّة لم تعد تقول شيئاً الآن . وحين سُئلْتُ مرّةً عن الحركة الشِعرية في إنجلترا ، قلتُ : ليس في بريطانيا شِعرٌ الآن . أظنُّ أن لي الحقّ في إبداء رأي ، وبخاصة في ما اتّصلَ بالشِعر وأهله.
لا أظنني بعيداً عن الساحة المغربية. أنا أتابع الشِعر المغربي منذ عقود ، وقد ربطتني علائقُ حميمةٌ مع قائليه ابتداءً من المجاطي ، وليس انتهاءً بمن يحاول كتابة الشِعر من الفتيان المغاربة الآن ... والناس يعرفون أنني منتظم الإقامة في المملكة المغربية ، وأنني اخترتُ طنجة موئلاً لي ، آتيها حين يرهقني القرُّ والثلج. كما أن بيت الشِعر في المغرب كرّمني بجائزة الأركانة الرفيعة. وهناك جائزة للشعراء الجامعيّين الشباب باسمي في جامعة عبد المالك السعديّ . بل أن ما كتبتُه عن المغرب في مُجْمَل متني الشِعري يفوق ما كتبتُه عن العراق ! إلخ . سيدة مغربيةٌ كريمةٌ قالت على الفيسبوك إن قوماً قالوا بأن هناك من يكتب لها نصوصها . أنا دافعتُ عنها ، لكني أشرتُ إلى أن عدم التمايُزِ في النصوص عائدٌ إلى ما تمرّ به القصيدةُ المغربيةُ من أزْمةٍ . قلت : القصيدة المغربية الآن ، لم تعد تقول شيئاً . الفنّ ، معارِضٌ بطبيعته . والشِعرُ فنّ . وحين يكون الشِعرُ بين وطأتَينِ : المخزن والخليج ... ينتفي الشِعر . لأن مبدأ المعارَضة انتفى ضمناً . * آمُلُ في أن يتخلّص الشِعرُ في المغرب ممّا يكبِّلُه ، ويعود إلى سمائه الحرّة . لندن 13/10/ 2013
|