الـتَـكِـيّـةُ النقشبنديّـة |
|
قال لي عز الدين مصطفى رسول : للنقشبنديّةِ الخانقاه ، لا التكيّة. عزّ الدين أعلمُ مني أكيداً. لكننا في أبو الخصيب ، كنا نسمّيها التَكْـيَـة . ( أتحدّث عن أبو الخصيب الأربعينيّاتِ ) * أولادُ الشيخ عبد القادر النقشبنديّ ، القادم من السليمانية ، أربعةٌ : برهان. عثمان. عاصم . محيي. محيي هو في مثل سنّي. لستُ أدري ما فعلَ الزمن بأولادِ الشيخ. لكني سمعتُ أخيراً من صديقٍ يقيم سعيداً في بولندا ،هو باسل علي عمران ، أن محيي عبد القادر النقشبنديّ يدير مطعماً في ميناء جْـدِنْــيا البولنديّ !
* يبدو أننا كنا في زمنٍ بدأتْ فيه التكيّة تتدهورُ ، بعد وفاةِ الشيخ. برهان ، الأخ الأكبر والذي كان سجيناً شيوعياً ترك أبو الخصيب وتكيّةَ أبيه وعاد إلى السليمانية. تولّى عاصم العناية بالتكيّة . عثمان لم يكن متديّناً . ومحيي لا يزال غِرّاً . وقد كانت التكيّة النقشبندية في أبي الخصيب شهدت ازدهاراً ونفوذاً عجيبَين ، وكان للشيخ أتباعٌ ومريدون. وتروى حكاياتٌ عن الوجد والشطح الصوفيّينِ ، وكيف أن أحد مريدي الشيخ طارَ من أعلى سطحِ التكيّةِ ، في تقليدٍ لِما يروى عن طيران الشيخ عبد القادر الكيلاني ، ليسقطَ هذا المريدُ المسكينُ مرتطماً بالأرض الرطبةِ ، مهشَّم الأضلاعِ ، ميّتاً ! * في التكيّة النقشبندية ، تهجَّينا الحروفَ الأولى من شــيوعيّةٍ عجيبة ، ملأى بالأساطير عن عمّالٍ يبنون بلداً ، وجيشٍ أحمرَ لا يُقهَـرْ . في ظهيرة الصيف القائظة ، كانت التكيّــةُ برداً وسلاماً. بينما تتّـقدُ في أعماقنا الغضّة ِنارٌ من حلمٍ أحمر. رسائلُ إخوانِ الصفا كانت في خزانة التكية . ومصاحفُ وتفاسير . كانت التكيّة النقشبنديةُ معهدَنا الفكريّ الأوّل !
|