الشعب الأميركي سيحرر العراقيين من جلاّديهم المحليين طباعة

ســعدي يوســف
في أكثر من إشارة ومناسبة ، وفي حديثه الصحافيّ الأخير ، بخاصّة ، بيّنَ المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما ، أنه " سيُنهي حرب العراقِ ، في ستة عشر شهراً " .
معنى ذلك أن جلاء القوات الأميركية  سيتمّ في ستة أشهر .
وقد أوردَ أوباما أسباباً لضرورة إنهاء الحرب ، منها ، الأضرارُ التي لحِقتْ بالاقتصاد والجيش الأميركيين ، وتلك التي لحقتْ بمكانة الولايات المتحدة في العام .
وممّا يؤكد اعتزامه سحبَ القوات قوله في الحديث الصحافيّ الأخير :
لم يكن العراق مكاناً مثالياً ، وليس من مسؤوليتنا أن نجعله هكذا !

*
من زياراتي المتعددة  للولايات المتحدة ، وأحاديثي مع الناس العاديين ، وسواهم ، لمستُ ، بوضوحٍ ، الحرجَ الأخلاقي الذي يحسّ به المواطنُ الأميركي إزاء العراق .
وقد وضُحَ الأمرُ ، أكثرَ ، مع تصويت الشعب الأميركي لصالح الديمقراطيين ، وتمكينهم من السيطرة على الكونغرس .
وكم من مرةٍ قال لي مواطنون بسطاء في نيويورك : لا ندري كيف انتُخِبَ بوش !
*
الآنَ ، أمامَنا المشهدُ الآتي :
شعبُ تحت الاحتلال ، جائعٌ ، منهَكٌ ، مقاوِمٌ .
جلاّدون محليّون ، مازوشيّون ، أنذالُُ ، وخوَنةُ ، يسومون هذا الشعبَ سوءَ العذاب ، كأقصى ما تعرّضَ له ، طوال تاريخه المؤلم ، من تنكيلٍ وقتلٍ وانتقام .
جلاّدون محليون ، بلغ منهم الفسادُ مبلغاً ، هو الأقصى في إحصاءات الأم المتحدة .
جلاّدون محليّون ، جهَلةٌ ، لم يصدِّقوا أنهم سيُفرَضون حكّاماً ، فتمسّكوا بوضعهم تمسُّكَ مسمارٍ غليظٍ في لوحٍ خشبٍ .
*
الشعبُ العراقيّ ، المغلوبُ على أمره ، والمنهَك ، ليس قادراً في ظروفه الموضوعية على إزاحة هذه الطغمة الظالمة الآن .
*
الشعبُ الأميركيّ سيكون عونَ الشعب العراقيّ !
الشعب الأميركيّ اختارَ أن "  يُنهي حربَ العراقِ " ويسحبَ  جنودَ الاحتلال .
*
أمّا الطغمة المسَلّطة ، المتسلّطة .
أمّا الطغمة الفاسدة المفسِدة .
الطّغمةُ التي كوّنتْ قوامَ الجلاّدين المحليين ...
فسوف يتهاوى أفرادُها ، أعجازَ نخلٍ خاويةً ، حتى قبل مهبّ الريحِ ...
ريحِ الانسحابِ الأميركي .
أين الـمَـفَــرّ  ؟

بولزانو ( إيطاليا )  18.07.2008