ســعدي يوســف وصلني بالبريد الإلكترونيّ نبأٌ عن تشكيل ٍجديدٍ من تشكيلاتِ ســاحرِ التنظيماتِ الملفّقة ، فخري كريم ، مع استمارةٍ خاصّةٍ يرجى مني ملؤها ! لقد ضحكتُ طويلاً ، واستأنستُ باستعادة تاريخٍ عجيبٍ من تلفيق المنظمات والتنظيمات ، في بيروت وســواها ، وقلتُ لنفسي : كأنّ هذا الأحمق لم يتعلّمْ شيئاً . أشيبٌ وعيبٌ ؟ المضحكُ هنا ، بخاصةٍ ، هو أن " الإدّعاء الشعبيّ " ( ترجمتُه العربية ديوان الـمَظالم ) ، تأسسَ عن " مجلس السلم والتضامن " الذي استولى عليه الأحمقُ مع ما استولى عليه من ممتلكاتٍ وأملاكٍ ، في الأيام الأولى للاحتلال ، مُنَصِّباً نفسه رئيساً ( ما أحلى الرئاسة ! ) ، كما نصّبت هيروخان نفسَها رئيسةً للإذاعة والتلفزيزن بعد أن اقتحمت المبنى بدبابةٍ أميركيةٍ !
لا أدري لِـمَ يرهقُ الرجلُ نفسه إرهاقاً بتزويقِ الوجهِ القبيحِ والدمويّ للاحتلال ؟ أتُراهُ يظنُّ نفسَه الرجلَ الأولَ للاحتلال ؟ إنْ لم يكن الأمرُ هكذا ، فما الأمرُ ، حقّاً ؟ أكذبةٌ أخرى تدّعي الدفاعَ عن حقوق المواطنِ ، شأنَ كذبة " صندوق التنمية الثقافية " ؟ إنْ كان ثمّتَ من دعوى للشعب ، فالدعوى الأولى هي مواجهة الإحتلال ، لا التلهِّي بالأكاذيب . في أواسط السبعينيات أسّسَ صدّام حسين ، ديوان الـمَظالمِ ، لتلقّي شكاوى المواطنين ، وكان يجيب بنفسه ، هاتفياً ، أحياناً ، عن بعضها . ديوانٌ للـمَظالمِ ، يفتحُ أبوابَه الظالـمُ . مثل ما مَثّلَ بارزان التكريتي ، العراقَ ، في لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف ! هل يقلِّــدُ فخري كريم أحداً هنا ؟ هل يقلِّدُ صدّام حسين ؟ أعرفُ أن الرجلَين في فترةٍما كانا يتبادلان الإعجاب ، هاتفياً . لكني لا أظنّ الفترةَ كافيةً لنسيجِ التقليد المعقّد . هل بلغَ الـحُمْقُ مبلغَه ؟ أعني هل تمكّنتْ دودةُ اللاعبِ الوحيدِ من المخّ ، فعطّــلَــتْــهُ ؟ يقول الشاعرُ القديم : لكلِ داءٍ دواءٌ يُسْـتـَطَبُّ بهِ إلاّ الحماقةَ ، أعيتْ مَن يداويها ... لندن 13.07.2008
|