دخانُ اتفاقيةِ المستعمَرة الأبدية طباعة

سعدي يوسف
يكاد الكلام الفارغ عن الاتفاقية أو المعاهدة ، يملأُ ،  بنتانةٍ مضافةٍ  ،  الجوَّ السياسيّ العراقيّ ، المنتن أساساً ، بصحفه المأجورة ، وفضائياته المبقورة ، وألْسِـنةِ ناطقيه المقطوعة من أصلِها .
ويبدو لي أن هذه الثرثرة الفارغة ، المتناقضة شكلياً ،  تهدفُ إلى نشر سحابةٍ مسمومةٍ تخدِّرُ الناسَ ، إلى حين تمريرِ أوراقِ العبودية الأبدية .
- جدولة أَمْ لا جدولة .
- سقفٌ زمنيّ أم لا سقف .
- قواعد أم لا قواعد .
- اعتقالُ العراقيين أم لا اعتقال .

- حصانة جنودِ احتلالٍ أم لا حصانة .
إلى آخر قائمة الاستغفال الكبرى .
ولسوف يضاف أمرٌ " جديد " هو مجلس النواب (نوّاب بريمر )  : هل سيصادقُ على أوراقِ العبودية ؟
من شبه المؤكّد أن أناساً كثيرين يتمنَّونَ  ، ســرّاً ،  رفضَ الأوراق .
السؤال : مَن سيرفضها ؟
مُلاّياتُ بريمر وعواهرُهُ ،  ومتديِّنو بريمَر وأفنديّــوهُ ،  مالئو كراسي المجلس ، سيصادقون حتى بالحوافر على أوراقِ العبودية .
مُلاّياتُ بريمَر وعواهرُه ، ومتديِّنو بريمَر وأفنديّوه ، سيهتفون بألف " نعَم " لاسترقاقِ البلد وأهله .
لا مكانَ للأوهام  هنا .
لا مساحة ، حتى لو كانت شبراً في شِبْرٍ ،  للمناوَرة .
سوف تتِمُّ المصادقة .
بل لقد تمّتْ  ، واقعاً ، ضمن المعادلة السياسية القائمة .
*
لكنّ الاستعمار زائلٌ حتى لو طالَ أمَدُه .
غير أن هذا الأمد لن يطول إلى يومٍ ينجو فيه الخونةُ من الحساب !

لندن 09.07.2008