ســعدي يوســف قد كنتُ أشــرتُ في أكثرَ من مادّةٍ إلى أنْ ليس في العراق ، الحاليّ ، ولايةُ فقيهٍ ، كما يميلُ إلى هذا التوصيفِ كتّابٌ معيّنون . أمّا السببُ في نفيي الأمرَ ، فعائدٌ إلى قراءة بسيطةٍ للواقع السياسيّ ، يُستخلَصُ منها أن اليد العليا ليست لرجل الدين ( الفقيه ) ، وإنما هيَ للاحتلال : جيشاً ومستشارينَ ومرتزقةً ودبلوماسيين . اليدُ العليا هذه ، يحرِّكُها من واشنطن العاصمةِ ، سيِّدُ البيتِ الأبيض ، جورج دبليو بوش ، الفَقِيسُ الذِّمِّـيّ . ربما قالَ قائلٌ : لكننا لم نسمعْ ، من قبلُ ، بكلمة الفقيس . قولةُ حقٍّ أريدَ بها حقٌّ !
وللفائدة يتعَيَّـنُ عليَّ بيانُ أن الكلمة ، أي الفقيس ، هي من اختراعي . هذه الكلمة لم ترِدْ في العربية بإطلاقٍ . أنا أتيتُ بها : اشتقَقْـتُها مقايســةً من مادة " فقس " ، فهي صفةٌ مشبّهةٌ باسم الفاعل ، على وزن فعِيل . وتكاد الكلمة تكون من الأضداد ، التي تعني الشيءَ وضدّهُ . مثل كلمة " جَوْن " . في معناها الأول ، السائد ، لا حاجة إلى مراجعة " لسان العرب " ، ففي الدارجة العراقية يقال عن الرجل أو الشيء المنتهي : فاقِس ( تُنطَق القافُ جيماً مصريّةً ) . لكني رجعتُ إلى لسان العرب فرأيتُ أن المعنى الأول لـ " فقس " هو ، مات ! غير أني لم أُرِدْ إلى هذا ... إذ ليس من المعقول أن يتولّى شأنَ العراق امرؤٌ ميّتٌ ، وإن كان جورج دبليو بوش الـمَعْنِيّ ، سيُرمى في متحف الشمع قبل نهايةِ عامِنا هذا . جورج دبليو بوش ، ما زال يرفِسُ ! ألم يَبلغْكم كيف وصفَ أفعالَ المملوكيّ في البصرة ؟ لقد ساوى بين قتلِ المواطِن العراقيّ من أهل البصرة ، والجرأة ... ، مهنِّئاً المملوكي على ما اقترفتْه يداه ! * أعود إلى "لسان العرب " : فَقَسَ الشــيءَ ، يفقِسُــه فَـقْســاً : أخذهُ أخْذَ انتزاعٍ وغصْبٍ . * أعتقدُ أن الصفة المشبَّهةَ " فقيس " تنطبق على الرئيس الأميركيّ كما لم تنطبقْ كلمةٌ أخرى ! أمّا كلمةُ " ذِمِّـّيّ " فهي تحصيلُ حاصلٍ . وتقول القاعدة الفقهية : لا ولايةَ لِـذِمِّـيٍّ في الإسلام . إذاً ، لن نحار طويلاً في قراءة واقع الأمر في العراق : ليس من ولاية فقيهٍ . لا سيستاني ولاســواه . في العراق ولايةُ الفقيسِ ... جورج دبليو بوش ، وحده ، لا شــريكَ له . انتفاضةُ العراق الآن ، هي ، الخروجُ المقدَّسُ على ولاية الفقيس ! لندن 28.03.2008
|
اخر تحديث الجمعة, 28 مارس/آذار 2008 14:48 |