سـعدي يوســف أنا من المؤمنين بأن المجتمع الدوليّ ، أعني جمعَ بني الإنسان ، قادرٌ على الفِعل . هكذا تقدّمت البشرية ، واقتحمت أعماقَ الأرضِ ، وآفاقَ السماء ، ولا تزال في مسيرتها العظيمة ، تفتح أبواباً وبوّاباتٍ ، وتحقِّقُ مَعاجِزَ . استطاعَ البشـرُ ، أن يستأصلوا أمراضاً وأوبئةً ، وأن يهيِّئوا دواءً لكل ذي داء ، وأن يمنعوا العدوى . وفي هذه المسيرةِ ، أسّسَ بنو الإنسانِ مؤسساتِهم : عصبة الأمم الأمم المتحدة محكمة العدل الدولية ... إلخ .
* ما يجري في العراق الآن ، هو أبشعُ من التوصيف . أعني أن إبادةَ شعبٍ ، تتِمُّ ، بتصميمٍ شــرِّيرٍ لم يسبقْ له مثيل ٌ في التاريخ . سنواتٌ خمسٌ من الاحتلال ، وحكم عملائه ، تكاد تُنهي شعباً كاملاً . ملايين القتلى والجرحى والمعوّقين . ملايين الـمُهَجَّرين والمهاجِرين . عشرات الآلاف من العقول تُقتَل يومياً ... لصوصٌ محترِفون سُلِّـطوا على شعبٍ فقيرٍ . إلخ . * أطالِبُ بأن يوضع العراقُ تحت وصاية الأمم المتحدة . ليرحل المحتلّون ! ليأخذوا معهم لصوصَهم المنصَّبينَ حُكّاماً ! ألم تقُم الأمم المتحدة بمهمّاتٍ مماثلةٍ ؟ * لتأتِ الأمم المتحدة : تنشر جنودها ذوي الخُوَذ الزرق ... ولن يتصدّى لهم أحدٌ . تنزع أسلحة الميليشيات ... ولن يتصدّى لها أحدٌ . تتدبّر ماليّة البلد ، وتطرد اللصوص من الهيكل ... ولن يتصدّى لها أحدٌ . تنظِّمُ انتخاباتٍ حرّةً نزيهة . تُعِيدُ البلادَ إلى أهلــها ! * جريمة القرن الحادي والعشرين ينبغي أن يوضَع لها حدٌّ ... لندن 14.03.2008
|