تحت الوصاية ... نعم ! طباعة

سـعدي يوســف
أنا من المؤمنين بأن المجتمع  الدوليّ ، أعني جمعَ  بني الإنسان  ، قادرٌ  على الفِعل .
هكذا تقدّمت البشرية ،  واقتحمت أعماقَ الأرضِ ،  وآفاقَ السماء ،  ولا تزال في مسيرتها  العظيمة ،  تفتح أبواباً وبوّاباتٍ  ،  وتحقِّقُ مَعاجِزَ .
استطاعَ البشـرُ ، أن يستأصلوا أمراضاً وأوبئةً ،  وأن يهيِّئوا دواءً لكل ذي داء ،  وأن يمنعوا العدوى .
وفي هذه المسيرةِ ، أسّسَ بنو الإنسانِ مؤسساتِهم  :
عصبة الأمم
الأمم المتحدة
محكمة العدل الدولية ...
إلخ .

*
ما يجري في العراق الآن  ، هو أبشعُ من التوصيف .
أعني أن إبادةَ شعبٍ  ، تتِمُّ ، بتصميمٍ شــرِّيرٍ لم يسبقْ له مثيل ٌ في التاريخ .
سنواتٌ خمسٌ من الاحتلال ، وحكم عملائه ،  تكاد تُنهي شعباً كاملاً .
ملايين  القتلى والجرحى والمعوّقين .
ملايين  الـمُهَجَّرين والمهاجِرين .
عشرات الآلاف من العقول تُقتَل يومياً  ...
لصوصٌ محترِفون سُلِّـطوا على شعبٍ فقيرٍ .
إلخ .

*
أطالِبُ بأن يوضع العراقُ تحت وصاية الأمم المتحدة .
ليرحل المحتلّون !
ليأخذوا معهم  لصوصَهم المنصَّبينَ حُكّاماً !
ألم تقُم الأمم المتحدة  بمهمّاتٍ مماثلةٍ ؟

*
لتأتِ الأمم المتحدة  :
تنشر جنودها ذوي الخُوَذ الزرق ... ولن يتصدّى لهم أحدٌ .
تنزع أسلحة الميليشيات ... ولن يتصدّى لها أحدٌ .
تتدبّر ماليّة البلد ،
وتطرد اللصوص من الهيكل  ... ولن يتصدّى لها أحدٌ  .
تنظِّمُ انتخاباتٍ حرّةً نزيهة .
تُعِيدُ البلادَ إلى أهلــها !
 
*
جريمة القرن الحادي والعشرين ينبغي أن يوضَع لها حدٌّ  ...

لندن 14.03.2008