حديث الجمعياتِ والأحزابِ طباعة

ســعدي يوســف
أقرأُ ، هنا وهناك ، وبين حين وآخر ، كلاماً عن تأسيس جمعياتٍ للشعر ، أو للثقافة ، في العراق ،  وعن أن محاولات التأسيس هذه تصطدمُ بتدخّلٍ  مكشوفٍ من  جانب " اتحاد الأدباء "  يؤدي إلى منع  هذه المحاولات ووأدِها في مهدها ، كما يقال .
وقد كثُرَ الإلحاحُ ، هذه الأيام ، على تأسيسِ اتحادٍ وطنيٍّ للأدباء في العراق ، بعد أن انتمى الاتحاد الحاليّ إلى منظمةٍ أجنبيةٍ ( أميركيةٍ ) تعمل خارج العراق هي "

المجلس العراقيّ للثقافة " ، كانَ أسّـسَها  الكلبُ بول بريمر ووضَعَ على رأسها إبراهيم الزبيدي .
بدءاً أقولُ  إن قوانين الجمهورية الأولى تعطي المواطنين حقّ تأسيسِ الأحزابِ والجمعياتِ  وفق شروطٍ يسيرةٍ حقاً .
أي أن تأسيس اتحاد وطنيّ للأدباء أمرٌ ممكنٌ ، إنْ كانت تلك القوانين  لا تزال سارية المفعول ، ولم يجْرِ إلغاؤها .
والمعروف ُ في أوائل الستينيات أن في العراق جمعيتين أدبيتينِ  رئيستين هما :
·        اتحاد الأدباء
·        جمعية المؤلفين والكتّاب
والحقُّ أن اعتبار جمعيةٍ واحدةٍ ممثلاً شــرعياً وحيداً  للأدباء في العراق  لم يطبَّقْ إلا زمن البعثيين ، جرياً على طريقتهم في " قيادة الدولة والمجتمع " كما كانت تقول أدبيّاتُهم .
 *
 لا يَظُــنّــنَ أحدٌ  أن لي اهتماماً بالوقائع الدقيقة للتمرّد على الاتحاد الحاليّ ، أو  أنني أعتزمُ الدعوةَ إلى اتحادٍ وطنيّ بديلٍ ، بالرغم من مشروعية الأمر .
أردتُ أن أوضحَ أن التشدّق بالديمقراطية ، لا يتناسب مع اعتبار " اتحاد الأدباء " الحاليّ  ، ممثلاً شرعياً وحيداً .
قدّمَ  الجعفريّ سيفَ " ذو الفقار " إلى رامسفيلد .
وقدّمَ فاضل ثامر درع الجواهريّ إلى الجعفري ّ !
  *
" اتحاد الأدباء " الحاليّ  ، هو اتحاد الحكومة العميلة .

لندن 10.03.2008