وتُقدِّرونَ فتضحكُ الأقدارُ ! طباعة

ســعدي يوســف

الجنرال جوني أبو زيد ، المرتزِق اللبناني ، الملقّب " العربيّ المجنون " ،  والقائد العسكريّ الأعلى مَرتبةً بعد الجنرال تومي فرانكس  ، في العراق المحتلّ ...
هذا الجنرال المرتزِق ، تقاعدَ ، أسوةً  بمن كان آمرَهُ  ، أي ،  تومي فرانكس .
ويبدو أن المتقاعد يكتسب فجأةً موهبةَ الحديث أو الكتابة .
تومي فرانكس أصدر كتاباً عن حـربه الخاطفة في بلاد ما بين النهرَين . أمّا  أبو زيد فقد أكثرَ من التصريح والتلميح .

ومن بين تصريحاته الأكثر إثارةً قولُهُ إن على الولايات المتحدة  الإبقاء على تواجدها العسكريّ في العراق لمدةٍ تتراوح بين أربعين وخمسين عاماً .
ليس من غرابةٍ في هذا القول ، فالتاريخ الاستعماري للولايات المتحدة ( حتى القريب منه ) يؤكـد ما قاله الجنرالُ المرتزِق ، وأمامنا أمثلةُ اليابان وألمانيا والفلبين ...
محلّياً يحمل التصريحُ مؤشرَين :
أوّلُهُما - النسيان الكامل لأكذوبة  " التحرير " .
وثانيهما -  وضعُ الإدارةِ المحليةِ العراقيةِ موضعَها ، باعتبارها إدارةً تابعةً تماماً للاحتلال .
*
لكن ثمّتَ أموراً  تجعلُ الـحُـلمَ بالبقاء المديد  أكثرَ تعقيداً مما يُظَن ّ .
من هذه الأمور أن الرفض الشعبيّ للاحتلال وإدارته يزداد عمقاً وإصراراً ،  كما يزداد تنوّعاً في أساليبه .
ومنها أن الشعب الأميركيّ نفسه ضاق ذرعاً بهذه الحرب التي تبدو بلا نهاية حتى بـعد الأعوام الأربعين للـمرتزِق اللبناني .
 ومنها أن إدارة بوش ذاهبةٌ إلى الجحيم بعد أشهر معدودات  .
وفي ساحة " اليونيون سكوَير " بنيويورك ، تجري منذ الآن الاستعدادات للاحتفال برحيل جورج  دبليو بوش إلى أتربةِ النسيان .
*
المشكلة تظل مع  الوكلاء المحليين .
بعضُهم ( الأشد تفاؤلاً وغباءً ) خطّطَ  لولاية حفيده .
وبعضُهم خطّطَ لولاية  ابنــهِ .
وبعضُهم خطّطَ لهروبٍ مريحٍ واستمتاعٍ بممتلكات الخارج .
*
يا للبؤس !
الهاشميون في العراق خطّطوا للأحفاد .
صدّام حسين خطّط للأولاد .
أمّا ممتلكات الخارج فلسوف تعادُ إلى  الـمِـلْكية العامّة للشعب العراقيّ بعد التحرير الذي يقتربُ حثيثاً .

لندن 19.11.2007

اخر تحديث الإثنين, 19 نونبر/تشرين ثان 2007 18:15