"مثقّفو" ال C.I.A العراقيون يجتمعون في عمّان طباعة

سعدي يوسف
 ورد تعبير " المجلس الأعلى للثقافة " للمرة الأولى ، في قرارٍ لبول بريمر في العام الأول للاحتلال 2003  ، وبموجب هذا القرار تولّى السيد ابراهيم الزبيدي رئاسة هذا المجلس الذي ضمّ ، في حينه ، مجندي الوكالة المركزية ، أمثال ابراهيم أحمد ،  وصادق الصائغ ، والعميد ( اقرأ : العميل ) توفيق الياسري ... إلخ .
وقد تولّى هذا المجلسُ الإعداد لنظامٍ ما لوزارة الثقافة ، بالتنسيق مع مفيد الجزائري .
فاضل ثامر كان على علاقة بذلك " المجلس الأعلى " منذ تأسيسه بأمرٍ من الاحتلال .
الآن يجتمع المجرمون الذين استدعَوا الاحتلال ، وتدرّبوا في دوراته ، وأفسدوا عديداً من مثقفي العراق بالرشوة والرواتب والأوهام . يجتمعون في عمّان ، بعد أن هربوا من البلد خوفاً على حياتهم ،  إذ أن أناسا ً كثاراً  في العراق يرونهم خونةً تنبغي معاقبتهم .
وهكذا ، جاء إلى عمّان ،  قشامرُ الماركسية الثلاثة : مهدي الحافظ ومفيد الجزائري  وكاظم حبيب ، البعيدون عن الثقافة  بُعدَ الضفدع عن القمر  . وجاء إلى عمّان ابراهيم الزبيدي وابراهيم أحمد  : الأصيلان في " المجلس الثقافي " لبول بريمر ...
جاء أيضاً جاسم المطير ذو السيرة البعثية المعروفة .
وجاء إلى عمّان أيضاً  ممثلو الـقُمامة البارزون ، في صحيفة المخابرات المركزية الأميركية " المؤتمر "  : حسن العلوي وفوزي كريم ورشيد البندر (الخيّون – صيغة مبالغة من الأصل الثلاثي المعروف  ) ، ولا بأس بالإتيان بعدد من ممثلي قادسية صدّام التوّابين من أمثال ستار ناصر ...
كما جاء إلى عَمّان الشاعر اليماني الكبير Le grand poete Yemenite شوقي عبد الأمير ، بتعبير مدير اليونسكو السابق مايور .
لستُ أدري ماذا تريد المخابراتُ  المركزية الأميركية من عقد هذا الاجتماع .
الأميركيون يعدّون العدّة للرحيل .
وقد سبقهم البريطانيون إلى الإعداد .
هل يريد عملاء الـ  C.I.Aالعراقيون الإشارة إلى محنتهم ؟
هل يبحثون عن ملجأ ؟
حسناً ...
إنْ كانوا يبحثون عن ملجأ ، فلا ملجأ أكثر أمناً من بحبوحة الوطنية .
لا داعي للمكابرة !
أستغربُ من أمرٍ واحدٍ :
كيف قبِلَ ألفريد سمعان دعوة المشاركة ؟

                                                لندن 13.05.2007