طـيور عَـــمّـــان وأشــكالُها طباعة

 ســعدي يوســف
 في الرابع والعشرين من تموز 2003  ، كتبتُ تحت عنوان " المجلس الأعلى لثقافة الاحتلال " ، ما أجتزيءُ منه مقتطَفاً :
بريمر الثالث ، ملك العراق ، الفاشل ، إلاّ في قتل العراقيين ،  أصدرَ أمره ، إلى أتباعه أساساً ، من بعثيين سابقين ، وشيوعيين مرتدّين ، وفالاشا ،  وأميركيين ذوي أصولٍ ، بتشكيل  " المجلس الأعلى للثقافة "  . ربما كان دافع بريمر الثالث  أن يُظهِر  أن له اهتماماتٍ أخرى غير قتل العراقيين ، لكنّ حيثيات مجلسه الأعلى و " شخصياته " ،
تؤدي بنا إلى الاعتقاد بأن هذا المخلوق يواصل عملية القتل ، قتل العراقيين ،  ثقافياً ، هذه المرّة .
بريمر الثالث ، لم يكتفِ باختيار أعضاء المجلس من بين المقيمين في فنادق المارينز البغدادية ، غير القادرين ثقافياً ، بل غير القادرين حتى على مغادرة غرف الفندق خوفاً من الناس ، بل مضى  إلى أن يضع على رؤوس هؤلاء ، الخانعين أساساً ،  ذوي العشرة آلاف دولارٍ شهرياً ( سأذكر أسماءهم لاحقاً ) شخصاً معروفاً  بجذوره في العالم السفليّ :
أميركيّ الجنسية ، بعثياً سابقاً .
والحقُّ يقالُ  إن هذا المجلس " الأعلى " خيّبَ ، منذ اللحظة الأولى ، آمالَ السيد بريمر في التضليل الثقافي ، إذ أن أعضاء المجلس ، وهم أساساً  ، لصوصٌ محترفون ،  من خريجي الجهات الأمنية في الشرق والغرب ،  أعلنوا أن من مهمّــاتهم الأولى ، والأشدّ إلحاحاً ، الاتصال بالجهات الدولية المانحة ، بُغيةَ تمويلٍ ما  لإعادة المثقفين العراقيين إلى بلدهم  بعد طول اغترابٍ .
عجباً !
*
العجيب في ما جرى قبل أيامٍ في عمّان ، أن الشخص المعروف إياه ، ربيب بريمر والعالم السفليّ ... كان الراقص الأول  بين مغنياته وراقصاته اللواتي جاء بهنّ  ، محتفلاً بمجازر أطفال  لبنان .
ألغى الأردنيون مهرجان جرش ، لكنّ ربيب بريمر كان يحتفل .
والأعجب من هذا كله أن غالبية الحضور كانوا  من شبكته التي عملَ طويلاً ، منذ 1991  ، على إدارتها ، وتجنيد عناصرها ، وربط هؤلاء العناصر بقوائم قبضٍ  ، لإخراس أصواتهم ، كمثقفين وطنيين ،  إلى الأبد ، مثل ما شهدنا .
مؤلمٌ جداً أن غالبية الحضور هم من الشيوعيين بهذا القدر أو ذاك .
*
إذاً ، ليست مصادفةً  أن ينضمّ  إلى طيور عمّان  ، وزيران شيوعيان سابقان  ، ووكيل وزارة ( ممثلاً للســيد الخامنئي )  ...
الشبكة واسعةٌ  ، مثل رحمة الله !

                                                   لندن 24.7.2006