ســعدي يوســف في الحادي عشر من آذار ( مارس ) 2006 ، نشر الصحافيّ الأميركي الاشتراكي باتْـرِكْ مارتِن Patrick Martin مقالةً طويلةً تحت عنوان: " ديموقراطية " واشنطن في العراق تشنق 13 سجيناً سيـــاسياً. وأوردُ هنا مقطعاً مـمّــا جاء في المقالة : " كان إعدامُ ثلاثة عشر سجيناً سياسياً عراقياً ، بينهم امرأةٌ ، يوم الخميس ، عملاً محسوباً من أعمــال إرهابِ الدولة ضد مقاومة الاحتلال الأميركي . أمْــرُ الإعدام شنقاً أصدره رئيس الوزراء المؤقت إبراهيم الجعفري ، ليؤكد عزمه على البقاء في الـحُكمِ ، وسطَ استعصاء سياسيّ بين الأطراف المتخاصمة في بغداد . وقد نُفِّـذتْ أحكامُ الإعدام بعد أقلّ من أسبوعٍ على طلب الأحزاب الكردية والسنية والعلمانية ، من الائتلاف العراقي الموحد ، سحبَ ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء وتقديم مرشَّحٍ بديلٍ . قال مستشارٌ للجعفريّ ، شهد تنفيذ الإعدام ، وهو بسّــام رضا " إن رئيس الوزراء ليس لـيِّـناً " ،كما توقّــعَ بسّـام رضا، هذا ، شنقَ صدّام حسين وشيكاً . هناك مئات من السجناء المحكومين بالإعدام في بغداد . وهكذا ستأتي ، ســريعاً ، موجةٌ من القتل القانونيّ ، تتلو الاغتيالَ الجمعيّ الذي تمارســه فرقُ القتل التابعةُ لنظام الاحتلال الأميركي . إن تعبير الاغتيال الجمعيّ ليس بالتعبير القويّ في وصـف ما يجري في هذا البلد المعذَّب " . * هؤلاء المشنوقون الثلاثة عشر ، وبينهم امرأةٌ ، لم يرتكبوا سطواً على مصرفٍ مثل أحمد الجلبي ، ولم يسرقوا المال العامّ مثل الشعلان ، ولم يقتلوا أنفساً بريئةً بغير حقٍّ مثل ما فعل جلال بشت آشان … ولم ، ولم . لقد حملوا السلاحَ مدافعين عن أرضهم في وجه احتلالٍ . هم سياسيون ، إذاً . ومن هنا ينبغي أن نفهم الموقف الصريح لباترِك مارتِن . * لكن السلطة التي نصّــبها الاحتلال ينبغي أن تظل تحقق الأرقامَ القياسية : في الفساد والإفساد . في التردِّي العامّ . والآن في يربرية الشــنق . لندن 12/3/2006
|