أبو حفصة الجعفري والأدباء طباعة

ســعدي يوســف
 الصورة ، مألوفة جداً  في العراق الحديث :
جمعٌ من الأدباء جالسون صفّـينِ ، كأن على رؤوسهم الطير ، بينما يتوسط القاعةَ ( القاعة لازمةٌ ) رجلُ سلطةٍ ، حقيقيةٍ أو مزعومة .
رأينا هذه الصورة مراراً ، أيام صدّام حسين .
وربما كان أحد الجالسين ، في صورة اليوم ، جزءاً من صورةٍ في " حضرة " الأستاذ عديّ …
أقول :
مؤسفٌ أن يجرجَــر الأدباء واتحادهم ، جرجرةً ، إلى قاعةٍ هي دار البيعة والموالاة والذلّ .

 لقد حدث ذلك .
وهو يحدث الآن.
لماذا ؟
ألا يكفي مخلوقاً اسمه أبو حفصة الجعفري أنه مسلَّطٌ ، مؤتمِـرٌ ، مأجورٌ ؟
ألا يكفيه أنه جرجرَ البلادَ والعبادَ إلى هذه الحال؟
لِـمَ لم يترك الأدباءَ وشأنَهم؟
وأي مجدٍ له ، أو لاتحاد الأدباء ، في بطاقة العضوية؟
أوَ ليسَ اعتداءً على الجواهري العظيم ، الأبيّ على الضيم  ، ساكن مقبرة الغرباء  ، رئيس أول اتحادٍ لأدباء العراق ، أن يقدَّمَ رأسه على طبقٍ من ورقٍ إلى أبوحفصة الجعفريّ ؟
وسامُ الجواهريّ إلى أبو حفصة الجعفري !
من يهن يسهل الهوانُ عليه

                                               لندن 11/9/2005