ســعدي يوسـف ما كنتُ لأتدخّـلَ في ما أعتبرُهُ أمراً سياسياً خالصاً ، أنأى بنفسي عنه ، حفاظاً على نقاء الثوبِ والقلبِ ، لولا استفزازٌ أخلاقيٌّ ، صارخٌ ، من جانب امريءٍ لا يستحقُّ أيّ اهتمامٍ ، شأنه شأن أيّ عميلٍ عاديٍّ . أقول : لولا هذا الإستفزازُ ، لَـما ورّطتُ نفسي في ما نأيتُ بنفسي عنه . جلال الطالباني ، المسمّـى باسمــه ، قِــرْبةُ الفُـســاءِ ، لم يعرفْ حتى أن يدبِّــرَ ما أرادَهُ أسيادُهُ منهُ ، آنَ نصَّبوه رئيساً لجمهورية المنطقة الخضراء ، بعد أن كان رئيسَ جمهورية كويسنجق الفدرالية ! في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية ، فاجأ حتى أولي أمرهِ بما لم يكونوا ينتظرونه من عميلٍ قديمٍ ( لهم ولصدّام
حسين ) ، مفترَضٍ فيه أن يتقن قواعدَ اللعبةِ : الأكذوبةِ الديموقراطيةِ في العراق مثلاً ! قالَ : الميليشيا ( عصاباته ومسلّحو بدر ) قادرون على قمع " التمرد " ، أكثرَ من " الجيش العراقي " المنتظَر تأهيلُه على أيدي المستشارين الأميركيين . متعجِّــلٌ ، هو ، السيد الرئيس ! وقال أيضاً: " أنا ضد عقوبة الإعدام ، ولن أوقِّع على العقوبة ، لكني في مجلس " رئاسيّ " من ثلاثة ، وبمقدوري أن أتغيّب ، أن آخذَ إجازةً ، ليفعل الآخرانِ ما يريدان " . امرؤٌ ذو قِــيَـمٍ ، قِـرْبةُ الفُســاء هذا ! لم يوجِّــه المحتلّــون إهانةً إلى الشعب العراقي ، الذي يعرف غايةَ المعرفة ، قِرْبَةَ الـفُســاءِ ، جلالَ الطالباني ، لكنهم وجّـهوا الإهانةَ إلى ادِّعاءاتهم التي لم يصدِّقْها أحدٌ أساساً . * يقول البيتُ المتداوَلُ : كلا الأخَوينِ ضَرّاطٌ ولكنْ جلالُ الدينِ أضرطُ من أخيهِ ! لندن 18/4/2005
|