المجلس ((الأعلى)) لثقافة الاحتلال طباعة

بريمر الثالث، ملك العراق، الفاشل، إلا في قتل العراقيين، أصدر أمره، الى أتباعه أساسا، من بعثيين سابقين، وشيوعيين مرتدّين، وفالاشا، وأميركيين ذوي أصول، بتشكيل <<المجلس الاعلى للثقافة>>؛ ربما كان دافع بريمر الثالث أن يُظهر أن له اهتمامات أخرى غير قتل العراقيين، لكن حيثيات مجلسه الأعلى و<<شخصياته>> تؤدي بنا الى الاعتقاد أن هذا المخلوق يواصل عملية القتل، قتل العراقيين، ثقافيا هذه المرة.
بريمر الثالث لم يكتف باختيار أعضاء المجلس من بين المقيمين في فنادق المارينز البغدادية، غير القادرين ثقافيا، بل غير القادرين حتى على مغادرة غرف الفندق خوفا من الناس، بل مضى الى أن يضع على رؤوس هؤلاء الخانعين أساسا،

ذوي العشرة آلاف دولار شهريا (سأذكر أسماءهم لاحقا)، شخصا معروفا بجذوره في العالم السفلي، أميركي الجنسية، بعثيا سابقا...
والحق يقال ان هذا المجلس <<الأعلى>> خيّب، منذ اللحظة الأولى، آمال السيد بريمر في التضليل الثقافي، إذ إن أعضاء المجلس، وهم أساسا لصوص محترفون من خريجي الجهات الامنية في الشرق والغرب، أعلنوا أن من مهماتهم الاولى، والأشد إلحاحا، الاتصال بالجهات الدولية المانحة، بغية تمويل ما لإعادة المثقفين العراقيين الى بلدهم بعد طول تغرّب!
عجبا...
تُرى، هل تأكد هؤلاء من أن المثقفين العراقيين يرفضون العودة الى بلادهم، بالطائرات الحربية الاميركية، كما فعلوا هم؟ (سأذكر لاحقا أسماء من حملتهم طائرات الحرب الاميركية الى العراق)... أي استهانة بالموقف الشجاع، التاريخي، للمثقفين العراقيين ضد الدكتاتورية، حين يحجّم الى تذكره طائرة؟
وأي إهانة توجه الى هؤلاء المثقفين، أن ترتبط العودة الى الوطن المحتل بموافقة عملاء الاحتلال، أعضاء <<المجلس الاعلى للثقافة>>!
? ? ?
الاحتلال، يريد، عن طريق عملائه، فرض مقتضياته، سياسيا، في الاجراءات المعلومة التي لا تتعدى التغطية المحلية.
وثقافيا، في إجراءات طمس للثقافة الوطنية، وتغييب لتاريخها الحي النابض المستمر.
وفي مواجهة <<المجلس الاعلى>> لثقافة الاحتلال، بمقدور مثقفي العراق، دفاعا عن شرف الثقافة والتاريخ الوطني، أن يؤسسوا، اليوم، بالصوت العالي، <<المجلس الأعلى للثقافة الوطنية>>.
 

 
  السفير

اخر تحديث الثلاثاء, 16 مارس/آذار 2010 11:40