"سعدي الذي رأى كل شيء فغني بذكرهِ يا بلادي"(1) طباعة


إعدام مقتدى الصّدر
سعدي يوسف
كان واضحاً، منذ أن استكمل الجنرال بترايوس، عديدَه، أن الضربة سوف توجَّــه إلى جيش المهديّ.
كان الحديث صريحاً، من جانب سياسيين أميركيين ذوي نفوذ في الكونغرس وخارجه، ومن جانب معلِّقين ذوي معلومات.
ليس في الأمر سرٌّ، أو مفاجأة.

بل لقد تمَّ التمهيدُ ، ببطءٍ ، وبُرودةِ دمٍ.
وفي تلك الاستعدادات ، حذّرَ معلِّقون معيَّنون من أن إخضاع مدينة الثورة ( الصدر لاحقاً ) سيُلحِق بالأهالي خسائرَ
أكثر من تلك التي لحقتْ بأهالي الفلّوجة، ومن أن الأميركيين ستلحق بهم إصاباتٌ أكثر.
لكن الاحتلال، في محاولته إخضاعَ الشعب العراقي ، لا يعرف لقوّته أو قســوته حدوداً. جورج دبليو بوش مغادرٌ البيت الأبيض، ويتعيَّن عليه أن يُلحِق بالشعب
العراقيّ المزيدَ من تجلّيات القتل.
إنه يمهِّد الأرضَ لخليفته الجمهوريّ الدمويّ، ماكين ، ويضع العراقيل أمام الرئيس الديمقراطيّ المحتمَل.
ثم أن مقتدى الصدر أدّى دورَه.
لقد ساعدَ في إنهاكِ المقاومةِ، وفي تقسيم بغداد على أسسٍ طائفية، وفي فرضِ التخلُّفِ طريقةَ عيشٍ.
أمّا المساكين، الحفاة ، الفقراء، الذين صدّقوا دعوتَه أو دعواه ، فسوف يُقتَلون ويُحرَقون ويُمَثَّل بجثثهم.
. ولقد جرى ذلك فعلاً، في سوق الشيوخ والبصرة ومدينة الثورة
هل سيُقَدَّم مقتدى الصدرإلى محكمة صوريّة ؟
محكمةٍ أعدّت الحكمَ بالإعدامِ سلَفاً...
لا أستبعدُ ذلك.
لندن 23.04.2008
*
رؤيا عام 2112   
أتملّـى سماءَ الشتاءِ بلندنَ، هذا المساءَ.
السماءُ التي قد تُرى،
. لا تُرى
والصقيعُ المبَكِّرُ في العشبِ
أو في الزجاجِ الثخينِ لسيّارتي، وهي تهمدُ في الساحةِ
الليلُ يدخلُ ( قبل الأوانِ ) ؟
ولكنه الليلُ...
يأتي، سُدىً بهواجسِهِ، والكلامِ عن الليلِ...
ها أنذا
أتملّى السماءَ التي لا أرى
أتملّى العراقَ الذي لا أرى:
رُبّما بعدَ قرنٍ ، يعودُ العراق
وفي العامِ 2112
مثلَ ما هو في هذهِ اللحظةِ...  
سوفَ يأتي لنا مقتدى الصدر بالأغنيات
ويأتي الصبيّ المعمّمُ عمّارُ بالراقصاتِ
ويأتي لنا المالكيُّ بألويةٍ من طُوَيريجَ، متخَمةٍ، ومدجّجةٍ
سوف يأتي لنا البارزانيُّ
والطالبانيُّ
بالشقشقاتِ...  
.................
.................
.................
الطريقُ طويلٌ إذاً يارفيقي!
لندن 10.12.2011

*
يا سبحان الله !   
سعدي يوسف
قبل حوالي ستة شهور ، نشرتُ المادة هذه المعنونة( حُكْمُ الغلامَين ) ، بعد أن تابعتُ تلميعاً معيّناً، وبداياتٍ لتحالفاتٍ سخيفةٍ هي جزءٌ من سياسة " التدويخ " التي جاء بها الاحتلالُ القائمُ.
الآن، والنهايةُ أوشكتْ، أعني نهاية المالكي التي أمرَ بها المحتلّون الأميركانُ...  
لا بُدّ من إعدادٍ سريعٍ لبديلٍ، لا يختلف عن حكمٍ سابقٍ، إلاّ بتفصيل تافه: بدل الواحد ، خُذْ إثنَين!
فجأةً بزغَ عمّار الحكيم منقذاً.
وفجأةً طلعَ علينا  مقتدى، منذِراً...  
وشرعَ معلِّقون سياسيون ، يلَمِّعون النعالَ التي ستنهال على رؤوس الشعب المسكين...  
المؤسف أن هذا يَحْدُثُ مع انهيار كاملٍ لليسار العراقيّ ، تَمَثّلَ أنموذجُه في الحزب الشيوعي الكردستاني، الامتداد الكردي للحزب الشيوعي العراقيّ الذي هو في طريق الزوال التدريجي المفضّل لدى إدارةٍ جاءت من الخارج وانقضّت على حزبٍ عريقٍ حتى أجهزتْ عليه أو كادت...
المصيرُ ذاتُه لحِقَ الحزب الوطني الديموقراطي.
لندن 4/11/2013
*
حُكْمُ الغلامَين
وردَ في "المفاخَرة بين الجواري والغلمان " للجاحظ
قال صاحبُ الغِلمان: إن من فضل الغلام على الجارية أن الجارية إذا وُصفت بكمال الحسن قيل: كأنَّها غلام، ووصيفةٌ غلامية
قال الشاعر يصف جارية:
لها قدُّ الغلام وعارضاهُ   وتفتير المبتَّلة اللَّعوبِ
*
وأكثر من ذلك قول الله عزّ وجلّ: "يطوف عليهمْ غلمانٌ لهمْ كأنهم لؤلؤ مكنونٌ"
وقال تبارك وتعالى: "يطوف عليهم ولْدانٌ مُخلَّدون. بأكوابٍ وأباريق". فوصفهم في غير موضعٍ من كتابه، وشوَّق إليهم أوْلياءه
*
وقال أبو نواس ( رواه سعدي يوسف)
مقصوصةُ الشَّعرِ غُلاميّةٌ تصلُحُ للّوطيّ والزاني
*
تعاقَبَ على حكم بلاد ما بين النهرَين، أقوامٌ وسلاطينُ، طُغاةٌ وأولياءٌ ، مُصلِحون ومفسِدون ...إلخ.
لكنْ تعاقَبَ على حُكْمهِ، أيضاً، الجواري، والخِصْيانُ( جمْعُ خَصِيٍّ) , وللذين لم يسمعوا بالأمر أقولُ: كان لنا بالبصرة أرضٌ، وقفٌ  لمكّةَ. وفي كل عامٍ كان يأتي خَصِيٌّ من هناك ليأخذ عوائد الوقف المكيّ. مرةً، وأنا صبيٌّ، اصحبني عمٌّ لي ،
عبد الجبار الشهاب ،  إلى مكتب الخِصيان بالبصرة، وهناك رأيتُهم . كانوا  من ذوي البشرة السمراء ،  وإذا تكلّموا كان صوتُهم رفيعاً ، كصوت امرأة. كدتُ أضحكُ، لكن عمّي لكزني
*
قلتُ: تعاقَبَ على حُكم العراق مَن تعاقَبَ
خصيانٌ ومماليك: الخاتون، مِسْ بَيل مثلاً
التي أعلَتْ عرشاً لفيصل الأول...
*
اليوم، نحن أمام حُكْمٍ جديدٍ، في فترة العراق المظلمة الحاليّة
حٌكْمِ الغِلْمان!
وسوف يذكرُ التاريخُ أن شعباً مستغفَلاً ، هو الشعب العراقيّ ، يحكمُهُ، ويتحكّمُ به غلامان
الغلام الأول: عمّار الحكيم
الغلام الثاني: مقتدى الصدر
تقع ، بالمصادفة، أمام ناظري المتعَب، صورٌ لاجتماعات وتجمُّعات ، لأرى هذينِ التافهَينِ ، يخطبان ويخاطِبان ، كأنهما  نافخُ البوقِ العجيب الذي أخذ الفئرانَ إلى النهر...
*
معروفٌ، لديّ في الأقلّ ، أنّ الغلامَين، يقودان منظّمتَي ميليشيا أميركيّتينِ
لكن الشعب العراقيّ المستغفَل يرى غير ما أرى
إذاً، فليحكُما العراق المستباح...  
العراق حكمَه الخِصيانُ
العراق حكمتْه الجواري
العراقُ حكمَه المطهِّرجي، الجعفري
العراق حكمه بائع المسابح، المملوكيّ
العراق حكمه الطبيبُ القاتلُ، إياد علاّوي
والآن:
جاءُ حُكْمُ الغلاميَن
الغلام الأول: عمّار الحكيم
الغلام الثاني: مقتدى الصدر
لندن   18/6/2013
*
الحزب الشيوعيّ العراقيّ، لصاحبه مقتدى الصدر !   
سعدي يوسف
لم تكن الأخبار، الآتية من العراق، في الأيام الأخيرة، عاديّةً في تفاهتِها. لقد طرأ عليها ما يجعل تفاهتَها على غيرِ ما يتصوّر المرءُ أو يقدِّر.
ومع أني لم أعدْ ذا متابعةٍ يوميّة لأنباء المستعمَرة، إلاّ أني صُدِمْتُ حقّاً ، آنَ تأكّدتُ من أن مساعي الخائن فخري زنكَنه ،ومجموعة مختطِفي الحزب الشيوعيّ العراقيّ ، من الطائفيّين ، غير العرب ، ألحقوا " الحزب الشيوعي العراقي "، بالغلام ، ذي الميليشيا الأميركية ، مقتدى الصدر.
ما على المرء إلاّ أن يتابع المشهدَ مصوَّراً، ليشعر برغبةٍ في التقيّوء.
حتى أن تافهةً مثل شروق العبايجي ، أحسّتْ بالعار ممّا جرى ، فتركتْ ما يسمّى بالتيّار، لعميل إسرائيل مثال الآلوسي، والمخبول الشيخ علي، وللبقرة الضاحكة حميد مجيد موسى البيّاتي التركماني  ،وقرّرتْ أن تمضي في سبيلِها ، وإنْ لم يكن مشرِّفاً البتّةَ.
لقد حقّقَ فخري زنكَنه ما كان يسعى إليه ، منذ انتدبته دوائر المخابرات المعْنيّة، لهذا الغرض:
الإجهاز على الحزب الشيوعي العراقيّ.
مبروكٌ لك ما فعلتَ، يا نزّاح طهايِر الإنجليز في الحبّانيّة!
لندن 5.03.2016
*
سعدي يوسف
لَطالَما ردّدْتُ أننا في العالَم القديم.
الـمَـطْمحُ النبيل انتهى مع انهيار المعسكرِ الإشتراكيّ، وها نحن أولاءِ في الغابة الأولى، غابةِ الوحش القديم.
الإجتياحات، والغزوات، ومحاولات تغيير الهويّات، والعبادات ، ستظلُّ قائمةً، بل متسيِّدةً.
العراق الضعيف، الآن، يدخل في الصورة.
أعني أن العراق العربيّ، هو المستهدَف.
الأمرُ لا علاقةَ له بمذهب، أو طائفة، أو تنظيم.
العالَم القديم عاد كما كان:
العراق الفارسيّ ؟
العراق التركيّ ؟
وبين العراقَينِ ما بينهما من تواريخَ ومجازرَ وضحِكٍ على الذقون.
أوباما ، الكينيّ العبدُ ، حاقدٌ على العرب ، لأن مرفأ مومباسا ، غير البعيد عن قريته ، كان منذ القرن التاسع، جنّةَ النخاسِين العرب ، الذين استرقّوا أسلافَ باراك أوباما  الفاشل، وامرأته ميشيل التافهة.
طوال عهده الزائل ، دستوريّاً ،  ظلَّ أوباما يحِطُّ من شأن العرب ، ويذيقهم سوءَ العذاب.
العرا . ليبيا . اليمن . سوريا . مصر العظيمة...
كلُّها كانت أهدافاً.
الغرض: التدمير.
لن تبقى على أرض العرب مدينةٌ...
الحواضرُ تُسَوّى بالأرض في همجيّةٍ لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
العرب ؟
لنقُلْ إنهم أمّةٌ بائدة...
*
أعودُ إلى العراق:
الفُرْسُ والأكرادُ يقودون الحربَ ضدّ العرب.
المسمَّياتُ لا معنى لها:
إرهاب ؟
!(كأن بغداد آمنةٌ  )
تنظيم الدولة ؟
(كأن دولة بغداد ليست سلَفيّةً)
أبو بكر البغداديّ ؟
كأن النّوكى أمثال عمّار الحكيم ومقتدى الصدر، آيةُ الآيات!
لا نبيذ في الموصل الحدباء ؟
أمس حرّموا النبيذ في بغداد...
*
العراقيّون، وهم عربٌ أقحاحٌ ، صمدوا، محتفظين بعروبتهم ، قروناً.
ولسوف يحتفظون بعروبتهم ، حتّى لو تكتّموا عليها ، كما فعلَ أهل الأندلس  ، بعد سقوط غرناطة!
لندن  23.10.2016
*
سعدي يوسف
مرتزقةُ " الحشْد " وصبيانُه ، أحرقوا ، بقيادة " عار السواعد "، و بالتعاون مع الطيَران البريطانيّ ،
والكنَديّ ، الموصلَ.
ثمّ أغرقوا أطفالَها في عمليّةِ انتقامٍ لم يشهدْ لها التاريخُ  ( حتى تاريخ الموصل ) مثيلاً.
عصابات  المنيوك  ، مقتدى الصدر ، استولتْ على منازل سامرّاء ، وأرغمتْ أهلَها على مغادرة أملاكهم.
أُغرِقت البصرةُ ، أبو الخصيب ، الفاو ، السيبة  ... الآن.
أُمِرَ أهلُ محافظة صلاح الدين ، بمغادرة منازلهم  ... اليوم!
ماذا يجري ؟
لِمَ تُستهدَف هذه البقاع ؟
إنه الإجهازُ على العراق العربيّ.
لندن في 1.04.2019
*
قلبُ الظلام " ... مع باتْرِكْ كوكبورنْ*
ترجمة وإعداد : سعدي يوسف
(4)
النجفُ ليست بعيدةً...
مع أزيز الطلَقاتِ الأولى ، بدأ الزوّارُ السائرون ، يركضون فزِعينَ على الطريق ، متشبّثين ببيارقهم وطبولِهم ، باحِثين عن مستتَرٍ.
نحن  ، بدورنا ،كانت لدينا الفكرةُ ذاتُها ، إذ انحرفْنا عن الطريق ،  لنختبيءَ خلفَ الجانب البعيد للمسجد.
فوقَنا ، كان رجالٌ يرتدون السواد يتسابقون في اعتلاء الجدران ، ويتّخذون أوضاعَ  رِمايةٍ . ثمّتَ آمرٌ يلَوِّحُ بمسدّسه ، ويصدرُ أوامره إليهم . بمواجَهة التهديد المشترَك الذي نتعرّضُ له ، صارَ المسلّحون الذين كانوا يتداولون أمر قتلنا ، أقربَ إلينا ، حتى أننا تقبّلْنا وجهةَ نظرهم . هناك نقطةٌ ظلّوا يردِّدونها على مسامعِنا:
" من الخطأ النظرُ إلينا باعتبارنا ميليشيا. نحن جيش "
هم يقولون إنهم ليسوا مجرَّد قوّة دفاعٍ شيعيّة . إنهم جيشٌ حقيقيّ في خدمة الإسلام ، وزعيم المسلمين في العالَم ، مقتدى الصدر.
ظللنا محتمين بالمسجد ،  ننتظر نهاية تبادل إطلاق النار . وكنت ، آنَها ، أفكِّرُ بمقتدى الصدر ، وكيف استطاع أن يُلهِمَ شُبّاناً ليستدينوا أجرة النقل ، كي يلتحقوا بالقتال ،  وليموتوا ، من أجله ، إن استدعى الأمرُ ذلك.
رجالُ الشرطة والجيش  العراقيون ، الذين يدرِّبهم الأميركيون ، كانوا أشدّ إلحاحاً على تسلُّمِ مرتّباتِهم ، وهم يقولون بصراحة إنهم يفعلون ما يفعلون لإعالة أُسَرِهم ، وهم غير مستعدّين للموت من أجل أيّ أحدٍ.
ظلّ الرئيس بوش ، وتوني بلَير ، يردِّدان أن القوّات الأميركية والبريطانية ستغادرُ حين  يكون العراقيون قادرين على تولِّي أمورهم بأنفسهم . يبدو أنهما لم يفهما ، البتّةَ ،  أن المشكلة ليست في التدريب والتجهيز ، وإنما في الولاء والشرعيّة . قليلٌ من العراقيّين خارج كردستان رأوا  الاحتلالَ  ذا مشروعيّة . لهذا لم يمنحوا الاحتلالَ ولا الحكومات العراقية التي شكّلَها الاحتلالُ ، ولاءَهم . ربما كان السيد عبّاس يقود شراذمَ خطِرةً ، لكن هؤلاء يؤمنون بأن قضيّتهم ليس عادلةً فقط ، بل أنها تحظى بتأييد من الله ، ولهذا فهم مستعدّون للموت في سبيلها .أخيراً ، توقّفَ إطلاقُ النار في الجانب الآخر من مسجد مسلم بن عقيل . نظرنا ، بحذر ، من الركن، فلم نستطع أن نرى شيئاً ، بسبب سعف النخيل الكثيف على ضفاف الفرات.
بدأ الزوّارُ يعودون إلى الطريق مواصلين  رِحلتَهم.
لم يُقتَل ، أحدٌ ، أو يُجرَحْ.
لذا كان الكثيرون يضحكون مرتاحين بعد عناء.
السيد عبّاس عاد إلى سيّارته ، ليقودنا إلى النجف.
كنا ننطلق بسرعة . واضحٌ أننا لم يكن بمستطاعنا متابعة الرحلة لولاه.
كانت هناك نقاط سيطرة عديدة لجيش المهدي ، ولعدة مرّات هُرِعَ المسلّحون لإيقافنا ، لكنهم سرعان ما كانوا يعودون حين يرون وجه السيد عبّاس يطلُّ عليهم من نافذة سيّارتِه.
النجف ليست بعيدةً.
في العام 661 الميلادي ، قتَلَ خارجيٌّ اسمه ابنُ مُلْجِم ،  بسيفٍ مسمومٍ ، الإمامَ عليّ بن أبي طالب وهو ماضٍ  يؤدي صلاةَ الصبح.
سيفُ ابن ملجم المسمومُ ارتطمَ بالإطار الخشبِ للباب ، لذا لم تكن الضربةُ قاضيةً في حينِها.
جُرِح الإمام عليّ جُرحاً بليغاً ، وماتَ بعد يومَين.
كان لدى الإمام عليّ الوقتُ ليوصي أتباعَه ، بأن يحملوه ، بعد موته ، على جَملٍ ، ويتركوا الجملَ يسير حتى يتوقّفَ بنفسه.
وحين يتوقّفُ الجملُ أخيراً...  
عليهم أن يحفروا قبره و يدفنوه هناك.
الجمل لم يرحلْ طويلاً.
توقّفَ على مَبعدة ستة أميال من الكوفة ، على مشارف الصحراء.
ولقد دُفِن عليٌّ في البقعة ذاتِها.
مع مَرّ القرون صار القبر مزاراً ، وصارت النجف مدينةً حوله ، يؤمُّها ملايين الزوّار.
لندن في 30.08.2017
________
(1) مقطع من ملحمة كَلكَامش

 

اخر تحديث الأحد, 07 غشت/آب 2022 17:45