المخابرات العراقية لم تستهدف زنكَنه سنة 82 طباعة

سعدي يوسف

يروِّجُ الإرهابيّ الدوليّ زنكَنه لكذبة أنه تعرّضَ في العام    1982  ، لمحاولة اغتيال من جانب المخابرات العراقية ، بالعاصمة اللبنانية بيروت .

و لأني كنت قريباً من إطلالةٍ على المشهد ، يحقُّ لي القول إن زنكَنه كان كاذباً ، كعهده .

أمّا الحقيقة ، التي اطّلعَ عليها ، لبيد عبّاوي ( ذو القرنَين ) ، فهي كما يأتي :

أبو  "خ" ، وهو قائد فصيل صغير من فصائل المقاومة الفلسطينية ،  ببيروت ،كان ذا علاقة مع السيّدة (ج) .

يبدو أن العلاقة انتهت ، حين انعقدت علاقة وطيدةٌ بين السيدة (ج) والإرهابيّ زنكَنه .

في أيلول 1982 ،  كانت الحالة الأمنية معقّدةً ، وكان المقاتلون الفلسطينيون يُرَحّلون من بيروت ، عبر الميناء ، وكان من عادة الكثيرين أن يذهبوا إلى الميناء ليشهدوا الترحيل الجنائزيّ للمقاتلين ، إلى بقاعٍ لن ترحِّبَ بهم .

في ظهيرةٍما ذهب زنكَنه ، رفقة السيدة (ج) ، في سيّارة يقودها العراقيّ أبو تانيا ، إلى منطقة الميناء .

توقّفت السيّارة .

تقدّمَ شخصٌ من أتباع أبو "خ" ، وأطلق من مسدّسه النار على زنكَنه ، وأصابه في فكِّه ، وتدفّقَ دمُه الفاسدُ على قميص السيدة (ج ) التي كانت إلى جانبه في المقعد الخلفي للسيّارة .

كنّا على موعدٍ للغداء .

جاءني لبيد عبّاوي ، وأخبرَني الخبر .

وللأمانة أذكرُ أنّ عبّاوي كان يحذِّرُ زنكَنه من مغبّة العلاقة مع السيدة (ج) .

نُقِلَ زنكَنه إلى مستشفى الجامعة الأميركية .

ثم  ، على حمّالة إسعاف ، إلى السفينة " شمس المتوسط " التي أخذتْنا إلى ميناء طرطوس السوريّ .

كنت أعتني بزنكَنه قدر استطاعتي .

في طرطوس ، كان عبّاوي ( ذو القرنَين ) ، ينتظرنا ، مع سيّارةٍ نقلتْنا ليلاً إلى دمشق .

 

لندن 28.01.2018

اخر تحديث الإثنين, 05 أبريل/نيسان 2021 09:30