تجربة " الأنصار " بدايةُ النهايةِ للحزب |
سعدي يوسف في 1979 ، كانت القاعدة الحزبية الشيوعية في العراق في وضعٍ مؤلمٍ بسبب من القمع والإعدامات ، بينما كانت العناصر القياديّة بمأمنٍ من هذا كله ، باستثناء أولئك الذين شخّصتْهم السلطة البعثية ، مُعادين ، فقد تعرّضَ هؤلاء للإغتيال والاختطاف. لقد حدث ذلك ، وقتَ كانت الولايات المتحدة الأميركية في بداية التمهيد المديد لاحتلال العراق والإستيلاء على ثروته النفطية التي استكملَ البعثيون تأميمها ، بعد القانون رقم 80 زمن عبد الكريم قاسم. التوجُّه إلى الجبل الكرديّ كان خياراً ملتبساً . لكن هذا الخيار لم يكن ملتبساً لدى مَن خطّطوا له. خطورةُ الخيار كانت في خفاياه : سحْبُ القاعدة الشيوعية ، في الداخل ، كما في الخارج ، إلى الكمين المهيّأ ببرودة دم ، الكمين المتضمِّن اختطافَ القاعدة ، وارتهانها لدى الإقطاعيين الأكراد ، المتحالفين مع الأميركان والإسرائيليّين. الكمين هذا ، تضمّنَ ، أيضاً ، وضعَ القاعدة الشيوعية في محنةٍ ما مثلها محنة : مقاتَلة جيشٍ وطنيّ. إذاً ، صار الشيوعيون العراقيون ، قاعدةً وقيادةً ، في خدمة الإستعمار ، ثم في خدمة الاحتلال ، لاحقاً. وهكذا صدرت " طريق الشعب " صبيحة احتلال بغداد في 2003 ، "تُهلهلُ " لسقوط الوطن تحت الجزمة الأميركية !
لندن في 06.05.2019
|