محمد سعيد الصحّاف ... صديقاً ! |
سعدي يوسف إنْ صحّت الأنباءُ ( وليتَها لم تصحّ ) فإن محمد سعيد الصحّاف ، غادرَنا إلى الدار الأخرى . لنتركْ كلّ الحديث المبتذَل ، والسخريةَ من رجلٍ ظلَّ يرفض الاحتلالَ حتى بلغتْه دبّابةٌ أميركيةٌ تعبرُ جسراً ببغداد . علينا أن نعتبر . علينا أن نقول إن محمد سعيد الصحّاف كان على حقٍّ . كان على كل مواطنٍ عراقيّ أن يقول لا للإحتلال كما قالَها الصحّافُ . * الصحّاف ، هو من البعثيّين الأوائل ، التُّقاة ، النقاةِ ، الذين أرادوا بالعراق وبلاد العرب خيراً . الصحّاف هو من أولئك البعثيّين ، أمثال عبد الرحمن منيف ، وشفيق الكمالي ، وعبد الخالق السامرّائي ( القائمة الجميلة طويلة ) الذين حاولوا ، وأفلحوا ... حتى أجهزَ عليهم صدّام حسين . * إنْ أجهزَ صدّام حسين على البعث وأهله ، فإنه لن يُجهِز على التاريخ الذي سيحفظُ لأولئك الناس مأثرةَ اجتراحِ المستحيل ! * تولّى الصحّافُ ، مسؤوليّةَ الإعلام : كلُّ الإعلامِ بيده ( البعثيّون ألحقوا الثقافةَ بالإعلام ) . لكنّ اليدَ العُليا التي امتلكَها ، لم تكن أداةَ بطشٍ : كان يقول لي : نحن ، البعثيّين ، ليس لدينا كادرٌ ثقافيّ مثلكم ( يعني الشيوعيّين ) . أنا أتعاون معكم في الإعلام ، في الإذاعة والتلفزيون ، حتى يتدرّبَ البعثيّون ، ثم نستغني عنكم ! كان صريحاً . وكان يقولُها مرِحاً ... لكن محمد سعيد الصحّاف كان من بُناة الدولةِ الحُلْمِ . هكذا لم يقُمْ بمجزرةٍ في الوظيف . * في زمنه ، صار حسين مردان ( الشاعر الرجيم ) مديراً للإذاعة الوطنيّة ! حِسَب الشيخ جعفر كان هناك مكرَّماً حتى قبل أن يُرغَم على الإنتماء إلى البعث ، في حُمّى التبعيث أواخر السبعينيّات . بإمكاني أن أعدِّدَ أسماءَ وأسماءَ ... * ثم ... هناك محمد سعيد الصحّاف الرومانسيّ : كان يحبُّ باريسَ ، يحبُّ منزلاً فيها ...
لندن 05.11.2016
|