رسالةٌ إلى حسن الخياط طباعة

لندن 18.05 .2008

قد تبدو الأمور  ، يسيرةً تماماً  ، لدى حسَني النيّةِ ، أمثالكَ ، أيها الصديقُ الكريمُ ، الشاعرُ في الأيام الأولى ، أيامَ كان الوردُ على الجبين !

أنت تحاولُ ، في طيبةٍ لا حدَّ لها ، أن توفِّقَ بين المثقف والسياسيّ .

ليس من إشكالٍ هنا .

السياسيّ ( على انحطاطه ) ، هو مثقفٌ على طريقته .

من هنا ،  كان سعيُكَ مشكوراً ،  لكنه بلا جدوى .

إذ أن السياسيّ الفعليّ اليومَ ،  أي هذا النمط من المثقف ، هو في خدمة الاستعمارِ ،  يتولّى قتلَ أبناءِ الشعب بُغْيةَ إخضاعِ العراق للمحتلين الأميركيين .

السؤالُ : لِمَ كلّفتَ نفسَكَ كتابةَ الصفحاتِ كلِّها ؟

أنا أراهِنُ على طِيبتِكَ ، يا صديقي البعيد حسن الخياط .

*

هل تسمح لي بأن أضعَ الأمورَ كما أراها ؟

أنا متأكدٌ من ذلك ، اعتماداً على سماحةٍ أتذكّرُها .

*

يا عزيزي حسن

ليس من لقاءٍ بين السياسيّ المجرم ( من مِثل ساكني المنطقة الخضراء ) ، وبين المبدع .

لقاؤهم مع المثقف التابع .

أمّا المبدعُ ، فإن سبيله آخرُ .

المبدع لا يساوِمُ ، لأن الفنّ ، بطبيعته ، لا يساوِم .

الفنُّ حلمٌ بعالَمٍ  نقيّ ، جميلٍ ، مساواتيّ ...

عالَمٍ من نساءٍ ورجالٍ أحرارٍ .

عالَمٍ ليس فيه مكانٌ للاستغلال .

عالَمٍ بلا رأسماليين .

ولا أسلحة .

*

يا عزيزي حسن

العراقُ مستعمَرةٌ  . والعلاقةُ الممكنةُ الوحيدةُ هي بين المبدعِ ، والسياسيّ الرافض ، لا السياسيّ الراكع !