قتلُ امريءٍ في غابةٍ ... طباعة

سعدي يوسف

تابعتُ كتاباتٍ تستنكرُ إطلاق الرصاص ابتهاجاً بفوز فريقٍ لكرة القدم ، هذا الإطلاق الذي أدّى إلى مقتل طفل .

الحقُّ أن هذا الإستنكار يستحقُّ التقدير ، ومن الممكن اعتباره مأثُرةً متحضِّرة في مجتمع عانى طويلاً من عُنفٍ فادحٍ .

*

مرصد حقوق الإنسان " هيومَن رايتس ووج " ، ومنظمة العفو الدولية " أمنستي إنترناشنال " أشارا إلى مَقْتلةٍ فادحةٍ ، في الموصل ، مَقتلة ضحاياها ستّون ألفاً من المدنيّين القتلى ، ومئات الآلاف من المهجَّرين ، كما أشارت المنظّمتان إلى التهديم الكامل للمدينة التاريخيّة  ، بيوتاً ، وأسواقاً ، وجسوراً.

*

القِرد القميء ، بائع الكبّة اللندني ، أمسى ، مع السلطة ، دراكيولا ، لا يحيا إلاّ بالدم المسفوك .

معه ضابطٌ جبانٌ ، يصول على مدنيّي بلاده ، متباهياً ببدلته وصورته ، كأنه مارلين مونرو الجيش.

*

هذان ينبغي أن يكون مصيرهما الوقوف أمام قُضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي باعتبارهما مجرمَي حرب.

*

أقول مستشهداً :

قتْلُ امريءٍ في غابةٍ  -    جريمةٌ لا تُغتفَرْ

وقتلُ شعبٍ كاملٍ - مسألةٌ فيها نظرْ !

*

لا أدري ماذا جرى لليسار في العراق ، ساسةً ، وكُتّاباً ، وفنّانين .

ألا مِن قائلٍ : " لا " ، ولو كان واحداً أحَداً ؟

*

هل بلغَ الإخلاصُ للمحتلّ ، هذا المبلغَ ؟

 

لندن 30.12.2017

اخر تحديث السبت, 30 دجنبر/كانون أول 2017 15:29