الموصل ، هيروشيما العراق ... طباعة

سعدي يوسف

ابنُ الموصل ، سيّار الجميل ، نشرَ اليومَ مقالاً  ، في صحيفةٍ لندنيّة لا أحبُّها ، قارنَ فيه دمارَ الموصل الأبيّة ، بدمار هيروشيما ...

الحقُّ أن المقارنة العجيبة تستحقّ الإنتباه .

لكنّ سيّار الجميل يمضي أبعدَ  إذ يرى أن تدميرَ مدينةٍ عراقيّةٍ  عريقةٍ ، وتسويتَها بالأرض ، هو هزيمةٌ ، وليس انتصاراً  ،كما تعلِن الأبواقُ .

أمّا أنا فأرى أن مَن دمّروا الموصلَ على رؤوس أهلِها ، أهلِها الأشراف ، ومَن لم يُبْقوا حجراً على حجرٍ ، في مدينةٍ متباهية بتاريخها ، ينبغي أن يقدَّموا إلى المحكمة الجنائيّة الدوليّة في لاهاي ، باعتبارهم مجرمي حرب .

إنهم مجرمو حربٍ ، في ما ارتكبوه من فظائع بحقّ المدنييّن .

وهم مجرمو حربٍ ، في ما سَوّوا بالأرض ، من  معالمَ هي تاريخٌ .

وهم مجرمو حربٍ لأنهم فعلوا ذلك محتمين بالقوّة الناريّة لطائرات المحتلّين .

مرتزقة الحشود البربرية ،  وقادتُهم الأوباش ، وما يُسَمّى الجيشَ ، وآمرِيهِ ، ينبغي أن يقفوا أمام القضاة ، ليلقَوا العقابَ.

كم من قادةٍ أفارقةٍ سُجِنوا في لاهاي لأن أحدَهم اعتقلَ زعيماً معارِضاً ...

كم ،  وكم .

من جانبي ، سوف أتّصلُ بمَن يُسهلُ لي إثارةَ الأمرِ لدى المحكمة الجنائيّة الدوليّة في لاهاي .

 

لندن في 24.07.2017