إبادة العرَب ؟ |
سعدي يوسف كأنْ لم يَكُنْ بين الحُجونِ إلى الصّفا أنيسٌ ، ولم يَسْمُرْ بمكّةَ سامِرُ ... بَلى ، نحنُ كُنّا أهلَها فأبادَنا صروفُ الليالي والجُدودُ العواثرُ ... * إبادةُ الأممِ ظاهرةٌ منذ القرن الثامن عشر ، الميلاديّ طبعاً ، حتى اليوم . حضاراتٌ عظمى : المايا الأزتيك حضارة الهنود الحُمر في أميركا ... حضاراتُ إفريقيّا الأندلس بغداد وسواها ؛ أُبِيدتْ ، بإصرارٍ عجيبٍ ، وتحتَ رداءٍ ، مذهبيّ ، أو دينيّ في الغالب . * الآن نشهدُ الفصلَ الدامي الذي لا يريدُ أحدٌ من الغافلين أو المغفّلين ، رؤيتَه : إبادة العرب ! * ألم يُبَدْ فلسطينيّو فلسطين ؟ ألم يُبَدْ عربُ الإسكندرونة ؟ * الآن ، في كركوك ... الأكرادُ يهجِّرون العربَ ويحرقون منازلَهم الفقيرة . والآن في الموصل . الأكرادُ والفُرْسُ والأميركيّون ، هم الأفظعُ حماسةً في قتل العرب بالموصل الأبيّة . * الآن في الرقّة ... ما علاقةُ الأكرادِ بالرقّة ؟ الرقّة منتجَع هرون الرشيد ... ليس فيها كرديٌّ واحدٌ . إذاً لماذا يستخدم الأميركانُ ، الأكرادَ ، في قتال عربِ الرقّة ؟ * في الشمال الإفريقيّ ( كنّا نسمّيه المغرب العربيّ ) لم يَعُدْ أحدٌ يجرؤ بعروبته ، بعد قتل العقيد معمّر القذّافي . في الرباط ، عاصمة العلويّين ، الأبيّة ، يرفعُ أناسٌ علَم الأكراد ، في تظاهراتِهم . لماذا ؟ يقولون : الرباط ليست عربيّة ! * لكنّ ممّا يحِزُّ في نفسي ألاّ أرى مثقفاً واحداً ينتبه إلى هذه الكارثة القائمة . أنحنُ ، إذاً ، أمّةٌ بائدة ؟
لندن 08.11.2016
|