بعيداً عن غبار المعارك ... عميقاً في قلبِها ! طباعة

سعدي يوسف

لَطالَما ردّدْتُ أننا في العالَم القديم .

الـمَـطْمحُ النبيل انتهى مع انهيار المعسكرِ الإشتراكيّ ، وها نحن أولاءِ في الغابة الأولى ، غابةِ الوحش القديم.

الإجتياحات ، والغزوات ، ومحاولات تغيير الهويّات ، والعبادات ، ستظلُّ قائمةً  ، بل متسيِّدةً .

العراق الضعيف ، الآن ، يدخل في الصورة .

أعني أن العراق العربيّ ، هو المستهدَف.

الأمرُ  لا علاقةَ له بمذهب ، أو طائفة ، أو تنظيم .

العالَم القديم عاد كما كان :

العراق الفارسيّ ؟

العراق التركيّ ؟

وبين العراقَينِ ما بينهما من تواريخَ ومجازرَ وضحِكٍ على الذقون .

أوباما ، الكينيّ العبدُ ، حاقدٌ على العرب ، لأن مرفأ مومباسا ، غير البعيد عن قريته ، كان منذ القرن التاسع، جنّةَ النخاسِين العرب ، الذين استرقّوا أسلافَ باراك أوباما  الفاشل ، و امرأته ميشيل التافهة .

طوال عهده الزائل ، دستوريّاً ،  ظلَّ أوباما يحِطُّ من شأن العرب ، ويذيقهم سوءَ العذاب .

العراق . ليبيا . اليمن . سوريا . مصر العظيمة ...

كلُّها كانت أهدافاً .

الغرض : التدمير .

لن تبقى على أرض العرب مدينةٌ ...

الحواضرُ تُسَوّى بالأرض في همجيّةٍ لم يشهد التاريخ لها مثيلاً .

العرب ؟

لنقُلْ إنهم أمّةٌ بائدة ...

*

أعودُ إلى العراق :

الفُرْسُ والأكرادُ  يقودون الحربَ ضدّ العرب .

المسمَّياتُ لا معنى لها :

إرهاب ؟

( كأن بغداد آمنةٌ ! )

تنظيم الدولة ؟

( كأن دولة بغداد ليست سلَفيّةً )

أبو بكر البغداديّ ؟

كأن النّوكى أمثال عمّار الحكيم ومقتدى الصدر ، آيةُ الآيات !

لا نبيذ في الموصل الحدباء ؟

أمس حرّموا النبيذ في بغداد ...

*

العراقيّون ، وهم عربٌ أقحاحٌ ، صمدوا ، محتفظين بعروبتهم ، قروناً .

ولسوف يحتفظون بعروبتهم ، حتّى لو تكتّموا عليها ، كما فعلَ أهل الأندلس  ، بعد سقوط غرناطة !

 

لندن  23.10.2016

اخر تحديث الإثنين, 24 أكتوبر/تشرين أول 2016 07:53