انتهت الدولة ، فلندخل الغابةَ ! |
سعدي يوسف ما قاله العبادي ، الحاكم بأمر البيت الأبيض العتيق ، عن إجازة مفتوحةٍ ، سنواتٍ خمساً ، لموظـــــفي الـــعراق ، ليس قولةَ طيش أو رعونة ، أو خيالٍ لمخبولٍ . العبادي يطبِّقُ ما عُهِدَ به إليه ، باعتباره عميلاً أصيلاً : تفكيك الدولة . معلومٌ أن " الدولة " مفهوماً وممارَسةً ، لا تتّفقُ والمنطقَ الأعلى المتسيّد في الولايات المتحدة التي تستعمرنا. إلغاءُ الدولة هنا ، لا يعني الإلغاءَ الثوريّ للدولة الذي نادى به الماركسيّون والفوضويّون العظام ، لصالح سلطة الشغّيلة . إلغاءُ الدولة ، هنا ، يعني ، تسليم البلاد والعباد إلى وحوش رأس المال والمرابين والمنتفعين والمستعمِرين . لا وظيفة بعد اليوم . لأن الوظيفة لها التزاماتٌ ما : التعاقد . التقاعد ... إلخ . الكلُّ أجيرٌ . الكلُّ لاهثٌ وراء خبزةٍ ستظل تنأى ، كالقمر . والخبزةُ بيدِ المرابي ، والرأسماليّ ، والفاسد ، ورجل الدين الخائن ، والمستعمِر . العراق سيتحوّل إلى ساحة عبيدٍ . حربُ إبادةٍ ؟ نعم ... لقد انتهت الدولةُ . فلندخُل الغابةَ !
لندن 07.09.2016
|