حروبُ استنزافِ المستنزَف طباعة

سعدي يوسف

الحروبُ ، حتى التافهة منها ،  " ما يجري في الرمادي " ، لها سايكولوجيّتُها ، السايكولوجيّة الجمْعيّة ،

الكلاسيكية ، في أيّ حربٍ ، حتى لو جرت هذه الحربُ بين مدينتَين  ، أو بين حيَّينِ من مدينة . تَصّاعَدُ الطنّاناتُ : النشامى . الأبطال.  شهداء الحقّ ...

من المؤسفِ أن ينقادَ كُتّابٌ  أعرفُهم في العراق ، إلى هذه الغوغائيّة .

هؤلاء الكُتّابُ ليسوا أغراراً ، أو مغرَّراً بهم .

بعضهم تجاوزَ السبعينَ في حياةٍ غيرِ  مُجْديةٍ .

عن أيّ حربٍ يتحدّثون ، ويتصارخون ؟

أن يقتلَ عراقيٌّ ، عراقيّاً !

ليتهم همسوا همسةَ استنكارٍ لِما فعلَه الغزاةُ الأميركيون بالعراقيّين .

الهيروشيمات الثلاث  ، في العراقِ ، مرّتْ عليهم مَرَّ السحابةِ .

جاسم الحلفي يهتفُ  : يا نشامى !

وهو يعني الجنودَ العراقيّين ، الذين يَقتلون عراقيّين في الرمادي ، ويُقتَلون بكل مَسْكنتِهم هناك .

إن كان الواحدُ منّا يشعر ببقيّةٍ من مسؤوليةٍ  فعليه أن يقول بالصوت العالي :

أوقفوا حربَ الإخوةِ  !

ليتوقّف العراقيّون عن قتل العراقيّين !

وإلاّ فما معنى دعارة " ساحة التحرير" ؟

ما معنى أن يُستغفَلَ الناسُ ، ليقتلَ بعضُهم بعضاً ؟

إنْ أنت أقمتَ ولايةَ فقيهٍ

فللآخر أن يقيم دولة خِلافة ...

الحلُّ ؟

لا ولاية فقيه

لا دولة خلافة ...

 

لندن  28.12.2015

اخر تحديث السبت, 02 أبريل/نيسان 2016 07:49