ما أتى بكَ هنا ؟ طباعة


سعدي يوسف
شوهِدَ عبد الله بن المقفّعِ في المسجدِ ، فقال له أحدُهم : ما أتى بكَ هنا ، وأمسِ كنتَ تُزَمْزِمُ في بيتِ نارٍ ؟
(تلميحٌ إلى مجوسيّتِهِ )
ردَّ عبد الله بن المقفّع : كرِهْتُ أن أبيتَ على غيرِ دِينٍ !

*
أمّا أنا فقد انضممتُ ، أمسِ ، إلى حزب العمّالِ البريطاني ، بعد الإنعطافةِ المجيدةِ نحو اليسار التي حقّقَها جيريمي كورْبِنْ ...
الانضمامُ سهلٌ ؛ جرى عبر جهاز الهاتف الذكيّ .
واليوم تلقّيتُ رسالةً بالإيميل من الحزب ، ترحِّبُ بانضمامي !
وعَلَيّ أن أذكرَ هنا ، أنني صوَّتُ لحزب المحافظين في الانتخابات التي تلتْ احتلال العراق ، لأن حزب العمّال بزعامة توني بلَير ، كان مسؤولاً عن تدمير العراق.
عليّ أن أذكرَ ، أيضاً ، أنني كنتُ تقدّمتُ إلىى الحزب الشيوعيّ البريطاني بطلب انتماءٍ ، قــــبــــــل عامٍ أو نحوه ، لكني لم أتلَقَّ جواباً ، إمّا حذَراً ، أو خدَراً ، أو لقِلّةِ عاملِين .
*
هكذا إذاً !
عاد حزبُ العمّالِ إلى القبضاتِ العالية ، و إلى الرايةِ الحمراءِ خفّاقةً في الساحة العامّةِ ، والقاعاتِ والمسارحِ والحانات ...
عادَ إلى الحياة !
*
ما أتى بكَ هنا ؟