سعدي يوسف * وقَرُبَتْ من هذه الواقعةِ ، واقعةُ ذاتِ النحيَينِ ، وهي امرأةٌ من بني هُذيل جاءت عكاظَ ، ومعها نَحيانِ من سمِنٍ تبيعهما ، فأتاها خوات بن جُبَير ( ر ) فأخذ منها نَحْياً ، ففتحه ، فذاقه ، فدفعَه إليها ، فأمسكتْه باليدِ الأخرى ، ثم سعى برِجْلَيها ، فجعلتْ تضطربُ ، ولا تُخْلي رأسَ النحيَينِ ، حتى قضى حاجتَه ، فقالت العرب : أشغَلُ من ذاتِ النحيَينِ .
* الجواهري كان رئيس اتحاد الأدباء في تأسيسه الأول الفريد . وكان " الإتحاد " يضمّ العراق كلّه ، من مهدي المخزومي ، والحبّوبي ، وأنور المائي ، وصلاح خالص ، وعلي جواد الطاهر . أنا أيضاً كنت في هيأته الإدارية ، أيّام كان ألفريد سمعان محاسباً دقيقاً . أردتُ القول إن الإتحاد كان اتحاداً بالفعل ، كان منظمةً وطنيةً ، كان خيمةً شفيفةً . لم يكن الإتحادُ واجهةً حزبيةً . ومن هنا جاء صموده في وجه الضغوط . ومن هنا كانت أمسياته تتألّق بالآلاف الذين يتسلّقون حتى الجدران ، ويعتلون الأشجارَ ... تحت نخلة الإتحاد حضر عبد الكريم قاسم احتفاءً بمؤتمرٍ . * الآن ... اختُطِفَ الإتحاد . أي أنه لم يَعُدْ خيمةً وطنيةً . كما اختُطِف الحزبُ الشيوعيّ العراقيّ ، من جانب جواسيس فاسدين ، اختُطِف اتحاد الأدباء . الآن يتولّى شأنَه أناسٌ بلا شأنٍ . * الهجوم الأخير ، كان سبقه هجومٌ آخر ، والسبب المعلَن : العرَق ! * بين العراق والعرَق ، الكثيرُ . * الأمرٌ ليس هنا ، بإطلاقٍ ... الأمرُ أن الذين أداروا زوبعةً في فنجانٍ ، متوهِّمين تدويخ الناس بتواقيع " الشيوعيّين " المنبوذين ، النابذين ، في المَهاجرِ البعيدةِ ، أقول إن على من أداروا هذه الحملة المضحكة ، دفاعاً عن العرَق ، لا عن العراق ، أن ينتبهوا إلى ما هو أجدى ، وأكثرُ إلحاحاً ... ألم يسمعوا بأن هوشيار زيباري يريد أن " يرهن " نفط البصرة لدى المستثمرين المستعمرين ؟ ألم يسمعوا بأن العراقَ مستعمَرٌ ؟. ألم ينتبهوا ، ولو لحظةً ، إلى أن واجبهم الأول ، العمل من أجل عراقٍ مستقلٍّ ، ديمقراطيّ ، حُرٍّ ؟ إن كان اتحاد فاضل ثامر الأبله ، منظمةً وطنيةً ، فعليه أن ينتخي للوطن ، لا أن يتسلّى بموفدٍ من المعصوم بالله فؤاد ، أو بطلعة مهدي الحافظ غير البهيّة ... لكن هوشيار زيباري ، من العائلة المقدّسة ، من أولياء النعمة ... مَن يجرؤ على تعليق الجرس ؟ لندن 22.06.2015
|