عن المدن وأحوالِها ... طباعة

     سعدي يوسفImage

قبل أربعين عاماً ، اندفعتْ دبّابةٌ من دروع الجنرال جياب ، في أحد مداخل سايغون ، لتسجِّلَ مشهداً لن يُنسى ، هو مشهدُ الهروبِ الكبيرِ لعملاء الاحتلال الأميركيّ ، وفيه يتخلّى المحتلّون عن عملائهم ، ببساطةٍ تامّةٍ ، لا مثيلَ لها في تاريخ الحروب.

ليست هذه المرة الأولى التي يلقى فيها الخونةُ ، مصيراً  مُخزياً ، لكنها المرة الأولى التي سُجِّلَ فيها  هذا المصيرُ بالوسائل الإعلامية الحديثة .
ومن تلك الصورِ ، مشهدُ التدافعِ الرهيب ، للتعلُّقِ  بآخر مروحيّةٍ أميركيةٍ تغادرُ سايغون ، سايغون التي سوف تسمّى مدينة هوشي منَهْ ...

*
أتذكّرُ  سقوطَ سايغون ، الذي أعلى انبعاثَها من الرماد .
وأتذكّرُ المرّاتِ التي سقطتْ فيها بغدادُ ، ولم تنبعثْ .
*
الآن ...
بغدادُ آيلةٌ إلى السقوط .
بأسرعَ ممّا يتصوّرُ المتشائمون .
هكذا قرّرتْ عواصمُ القرار .
كم مروحيّةً يحتاجُ  العملاءُ ؟
وكم قناةً تلفزيونيّةً ...

تورنتو  20.05.2015

اخر تحديث الخميس, 21 ماي/آيار 2015 13:17