طبَقاتُ الشعراءِ ... الجواسيس طباعة


سعدي يوسف
لي صديقٌ من مصر الكنانةِ ، مُغْرَمُ بالتدوين والتوثيقِ ، حدَّ أنك تتوهّمُهُ خازِنَ الأرضِ ، و مَن عليها ، لفَرْطِ حرصِه على التوثيقِ ، وتأكيدِ التوثيقِ .
هو يسكنُ في " الدرب الأصفر " من القاهرة القديمة ، حيثُ تختلطُ ألفُ ليلة مع ثلاثية نجيب محفوظ ...
شغَفُه الآن عجيب !

قال لي : أليس عندنا كتابٌ عنوانه " طبقاتُ الشعراء "  ؟
           أنا الآن أعملُ على كتابِ هذا الزمن .
           عنوانه : طبقاتُ الشعراءِ الجواسيس .
سألتُه : ما سِرُّ شغَفِكَ ؟
أجابَ : لأن جمهرة الشعراءِ اليوم ، جواسيس .
قلتُ : لكنك أسمَيتَ كتابك : طبقات الشعراء الجواسيس .
أتعني أن الجواسيس طبقاتٌ حتى لو كانوا شعراءَ ؟
أجابَ : هناك التمايُزُ في المعاشِ ، والصحيفةِ ، والوظيفة ...
          بعضُهم قنِع بمائةٍ وخمسين دولاراً في الشهر ( أتباع أحمد الجلبي البخيل ) ...
           وبعضُهم لم يَقنَع بعشرين ألف دولار في الشهر ( أتباع قَطَر العظمى ) .
إذاً ... ثمّتَ طبقاتٌ .
قلتُ : لكنك يا سيّدي ،  بخلتَ عليّ ، فلم تُفصِحْ .
أجابَ : الكتابُ ذو مجلّداتٍ ، وعليك الصبر ...
قلتُ : أفصِحْ ولو لمحاً  !
قال : للعراق نصيبُ الأسدِ ، فشعراؤه الجواسيسُ فاقوا  الآخرين  من بلاد العرب ، عدداً .
قلتُ : أرجوك ، أفصِحْ !
أجابَ : إنْ كان هذا مبتغاك ، فلا بأسَ في أن أفيدك ، ولو لمحاً ...
ألم تسمع بـ :
جمعة الأعور ؟
رياض الملقّب ( أم عادل ؟ )
ف. البخيل
شوقي
هاشم
شلاه
عرّاد
عدنان
الفاضلون
لقد استعصى عليّ العدُّ  ...
هم كثارٌ يا سيّدي !
أي بلادٍ عراقُكَ ؟
إن كان الشعراءُ ، الشعراءُ العراقيّون ، جواسيسَ ، فاقراْ على البلدِ السلامَ ...
*
الحقُّ أنني أنتظرُ ، بفارغ الصبر ، صدور كتاب " طبقات الشعراء الجواسيس " ، من القاهرة  الـمُعِزّيّة ، من " الدرب الإصفر " .

لندن   21.12.2014