دولَتان ... لا دولةٌ واحدةٌ ! طباعة

Image

سعدي يوسف
أُتابِعُ ، مُصادَفةً ، تلك الأشرطةَ القبيحةَ ، حيثُ يتباهى مسلّحون مدجّجون حتى الأسنان ، بقتلِ مسلّحين آخرين كانوا  مدجّجينَ ، أيضاً بالسلاح ، قبل أن  يُقبَروا أو يلقى بهم في نهر أو بئر ، أو يُعَلَّقوا من أعمدة الكهرباء .
إذاً ، ثمّتَ جِهتانِ تتقاتلان .
لا جهةٌ واحدةٌ تقتتِلُ .

*
أمرٌ سهلٌ أن ننفي الوقائعَ .
أن  نقولَ " داعش " لِـنُزيحَ تعبير " الدولة الإسلامية " في العراق والشام ، فنرتاح ممّا يرعبُنا مثل كابوس .
أو أن نتغاضى عن حقيقةِ أن أمامنا ، دولتَينِ في حالة حربٍ .
" الدولة الإسلامية " في العراق والشام ، التي تصِلُ الموصلَ بحلب ،  ليست  وهماً .
(لقد كانت قائمةً في القرن العاشر الميلادي.  وهي دولة بني حمدان ، وشاعرها المتنبي .)
وفي بغداد ، دولةٌ إسلاميةٌ ، دولة حزبٍ إسلاميّ هو حزب الدعوة .
ولكلتا الدولتَين فقهاؤها ، وقادتُها ، وجنودُها .
لكلتا الدولتَين حلفاؤها وأعداؤها .
لدولة بغداد الإسلامية حلفاؤها  من إنجليز وأميركيين وفرنسيّين ... إلخ .
ولـ " الدولة الإسلامية " في العراق والشام ، حلفاؤها ، من متطوِّعةٍ وسواهم .
*
لستُ أفهمُ  موقفَ مَن يناصرُ  واحدةً من الإثنتَين ، إنْ كان هذا المرءُ علمانيّاً .
*
بل على المؤمن أيضاً أن يتذكّر :
" وإنْ طائفتانِ ... "
*
لكن ما استترَ ، أخطرُ ممّا ظهرَ .
أخطرُ حتى من الدولتَين الإسلاميّتَين في بغداد والموصل .

لندن 26.10.2014

اخر تحديث الثلاثاء, 28 أكتوبر/تشرين أول 2014 10:37