سعدي يوسف أُتابِعُ ، مُصادَفةً ، تلك الأشرطةَ القبيحةَ ، حيثُ يتباهى مسلّحون مدجّجون حتى الأسنان ، بقتلِ مسلّحين آخرين كانوا مدجّجينَ ، أيضاً بالسلاح ، قبل أن يُقبَروا أو يلقى بهم في نهر أو بئر ، أو يُعَلَّقوا من أعمدة الكهرباء . إذاً ، ثمّتَ جِهتانِ تتقاتلان . لا جهةٌ واحدةٌ تقتتِلُ .
* أمرٌ سهلٌ أن ننفي الوقائعَ . أن نقولَ " داعش " لِـنُزيحَ تعبير " الدولة الإسلامية " في العراق والشام ، فنرتاح ممّا يرعبُنا مثل كابوس . أو أن نتغاضى عن حقيقةِ أن أمامنا ، دولتَينِ في حالة حربٍ . " الدولة الإسلامية " في العراق والشام ، التي تصِلُ الموصلَ بحلب ، ليست وهماً . (لقد كانت قائمةً في القرن العاشر الميلادي. وهي دولة بني حمدان ، وشاعرها المتنبي .) وفي بغداد ، دولةٌ إسلاميةٌ ، دولة حزبٍ إسلاميّ هو حزب الدعوة . ولكلتا الدولتَين فقهاؤها ، وقادتُها ، وجنودُها . لكلتا الدولتَين حلفاؤها وأعداؤها . لدولة بغداد الإسلامية حلفاؤها من إنجليز وأميركيين وفرنسيّين ... إلخ . ولـ " الدولة الإسلامية " في العراق والشام ، حلفاؤها ، من متطوِّعةٍ وسواهم . * لستُ أفهمُ موقفَ مَن يناصرُ واحدةً من الإثنتَين ، إنْ كان هذا المرءُ علمانيّاً . * بل على المؤمن أيضاً أن يتذكّر : " وإنْ طائفتانِ ... " * لكن ما استترَ ، أخطرُ ممّا ظهرَ . أخطرُ حتى من الدولتَين الإسلاميّتَين في بغداد والموصل . لندن 26.10.2014
|
اخر تحديث الثلاثاء, 28 أكتوبر/تشرين أول 2014 10:37 |