سعدي يوسف في فورة حماسةٍ وانقضاضٍ ، دخلت ميليشيا الإقطاعييّن الأكراد ، مدينة كركوك العراقية ، وأباحت المدينة للنهب والسلب ، ممّا يُذَكِّرُ باحتلال بغداد في العام 2003 . لقد تباهى شيخ مصطفى جعفر ، بالعمليّة ، بل وجدَ فيها سابقةً للإنقضاض على العراق العربيّ بأجمعه ، قائلاً إن من حق الغزاة الأكراد التموضع في أي مكان من العراق ، بمجرّد تلقّيهم أمراً من الرئيس ( الكرديّ ) ... وقد جرى تنفيذُ هذا المبدأ الخطِر ، حين احتلّت عصابات الإقطاعيّين الأكراد مناطق في بعقوبة انسحبت منها القواتُ الحكوميّة .
* الوضعُ الحاليّ في العراق ، مائعٌ ، إلى حدٍّ لا يمكنُ البناءُ عليه . أي أن الحقائق على الأرض ، لا تمتلكُ أيّ ثبات ، وهي معرَّضةٌ للتغيير في أي لحظة . من هنا أقول إن تعريض القضية الكردية ، لمخاطرَ نهائية ، يحملُ أكثر من وجه لمغامرةٍ تاريخية ، قد تلحقُ ضرراً قاتلاً بمطمح الشعب الكرديّ . أولى المخاطرات هي وضعُ الأكراد بمواجهة العرب . العراق ، على مدى التاريخ الإسلامي ، عراقان : عراق العرب. عراق العجَم . وليس من المعقول أن يفكِّرَ وزيرٌ كرديٌّ مخبولٌ بأن العراق ، كل العراق ، سيكون تحت جزمة ميليشيا الإقطاعيّين الأكراد . * صحيحٌ أن الاحتلال أبرزَ حقائقَ معيّنةً . كما أخفى حقائقَ كبرى ... لكنْ ، لا أحد بمقدوره ، إخفاءُ الحقيقةِ العُظمى : العراق العربيّ . لندن 12.06.2014
|
اخر تحديث الجمعة, 13 يونيو/حزيران 2014 12:53 |