ســعدي يوســف الجرذُ – الـمعجزةُ ( قياساً على الطفل – الـمعجزة ) ، عدنان الباججي ، كان أول من يغادر السفينة الغارقة ، من أعضاء مجلس المحكومين ( الـمركولين ) ، وقد تلاه محمود عثمان ؛ وشــرعَ فلانٌ وعَلْـتان يتذكرون أن الصيف آتٍ ، وأن لهم عوائلَ تقيم في أوربا منذ دهورٍ . أمّـا الآخرون فقد اختفوا عن الأنظار ، ملتجئين إلى الحماية الذاتية ، بعد أن حُرِموا الحمايةَ الإستعمارية ، إثْـرَ انتهاء دورهم الـمشين في التغطية على حكم الـمحتلّـين المباشر .
الـمثيرُ في الأمر ، هو أن مغادرة الجرذان تتـمُّ مع صدور قرار مجلس الأمن بصدد تحويل الإحتلال إلى استعمار ، واحتمال تعزيز الجيوش الأجنبية ، هذا الصيفَ ، بوحداتٍ جديدةٍ ( أميركية بخاصّــة ) … فهل أدركَ نَـهّـازو الفُـرَص هؤلاء أن القادمَ أدهى وأمَــرُّ ؟ هل تلقّـوا إشارةً تقولُ : السلامةُ قبل الندامة ؟ أَمْ هُـم مُـدَّخَـرون إلى يومٍ مختلفٍ ؟ * لا أعتقدُ الهروبَ الكبيرَ منقطعَ الصلة بطبيعة قرار مجلس الأمن الـمتـخَـذ بالإجماع ؛ إذ أن هذا القرار هو من الضعف والإرتباك واللاجدوى بحيث يتساوى فيه التوقيعُ وعدمُ التوقيع ، الإجماعُ واللاإجماع ، الرضا والقبول … إنه قرارٌ يعالجُ محنة جورج دبليو بوش الداخلية أوّلاً . أمّـا على الأرض العراقية فليست له من قيمةٍ تُـذكَــر . بل لقد راكَـمَ ارتباكاً جديداً على ارتباكٍ قديم . * سوف تشتدُّ النوائبُ … ولسوف يسيل دمٌ غزيرٌ … الـمحتلّـون سيغدون أشرسَ وأشنعَ . وما دام الحلُّ السياسيّ ( أي الجلاء ) مستبعَـداً ، فلسوف يظلُّ الخَـرقُ يـتّـسِـعُ على الراقِـع . لندن 10/6/2004
|