الأنشطة الثقافيّة العربية في أوربا : فتَياتُ حافّةٍ ، ومتعهِّدون حُفاةٌ طباعة
سعدي يوسف

إذا استثنَينا ، الأنشطةَ التي تقيمها مؤسساتٌ أوربية ، رسمية أو شبه رسميّة ، أعني المكتبات المركزية ، ودور الثقافة ، وبيوت الشِعر ... 
وهي أنشطةٌ ذات اعتبار للثقافة العربية وحالتها الراهنة : 
لنتذكّر بيت الشِعر في باريس ، أو نانْت .
المكتبة المركزية في استكهولم .
الساوث بانك في لندن ...
إلخ ...
أقولُ : إذا استثنَينا ، الرواقَ الأوربي ، فإنّ لنا من أمرنا عجَباً !
هناك " تجارةٌ " بائسةٌ ، دَرّاً ومردوداً ، يمارسُها عربٌ في أوربا  ، تتعلّق بثقافتهم ( ثقافتِنا ) .
أناسٌ مقيمون في البلدان الأوربية المضيفة ، وغالـبُهم اكتسبَ جنسية البلد المضيف ، يستغلّون التسهيلات الثقافية للبلد الأوربي ، وأعني التسهيلات الماليّة ، في إقامة أنشطة تسيْ إلى ثقافتهم الأساس ، بسببٍ من تدنّي المستوى ، وسوء التقدير والتعامُلِ ، وذهنيّة الاستغفال اللصيقة بالمتخلِّف .
وممّا يأسى له المرءُ أن يرى ، أحياناً ، أناساً ذوي اعتبارٍ يتورّطون في هذه المتاجرة البائسة !
ليس عليك إن أردتَ الدخولَ في هذه المتاجَرة  البائسة ، الشنيعة ، بثقافة أمّتِكَ ، سوى أن تدبِّرَ أمرَينِ :
فتَياتِ حافّةٍ من أصولٍ عربيّةٍ
ومتعهِّدين حُفاةٍ من أهل البلد الأوربي ...
سوف تربح درهمَينِ
لكنك ستخون ثقافةَ أمّةٍ ، هي أمّتُكَ !

لندن 13/2/2014
ملحوظة : هذه انطباعاتي في أنويرب مساء 11/2/2014
              غادرتُ بلجيكا ظهيرة 12/2/2014 

اخر تحديث الجمعة, 14 فبراير/شباط 2014 10:41