ثلاثةُ وجوهٍ منتفخةٍ غباءً طباعة

ســعدي يوســف
بين اسطنبولَ وبغدادَ ، كنتُ أتابعُ ، اليومَ ، " التغطية " الإعلامية لفضيحة الإنتقال من مرحلة احتلال العراق إلى مرحلة استعماره .
والحقُّ أن المستعمِــرين كانوا أدقَّ ( طبعاً ) من عملائهم .
قالوا بصراحةٍ إن هؤلاء العملاء يريدون جيوشَ الآخرين باقيةً إلى أبد الآبدين …
أمّــا العملاءُ ، فقد أدّوا أكثر التمثيليات فشلاً ؛ والظاهرُ أنهم لم يستعدوا  لها ، أو يُـعَدّوا  لها ، جيداً  ، ولربما كان مَـرَدُّ ذلك أن الفأر بريمــر متلهفٌ شوقاً إلى مغادرة العراق ، الماثلِ ، المائلِ إلى الغرق …
هكذا أمرَ بإقامة الفصل الختام ، ليغادر هو ، غيرَ مودَّعٍ ، وغيرَ مأسوفٍ عليه ، مخلِّــفاً لمصيرٍ فاجعٍ مجهولٍ ، عملاءه ذوي الوجوه المنتفخة الذليلة .
قلتُ إنني كنتُ أتابعُ  ، عبر التلفزيون ، مهزلةَ السيادة …
وقد لحظتُ ما يجمعُ العملاء الثلاثة :
المجرم العتيد ، مجرم 1963 ،  إياد علاّوي
العميل العريق لأكثرَ من جهازٍ  ، هوشيار زيباري
الغلام السعودي غازي …
لقد كانوا ، جميعاً ، ذوي وجوهٍ منتفخةٍ غباءً .
ولغةٍ انجليزيةٍ في منتهى الرداءة …
لقد لحِقَ  بهم  داءُ  الورَم .
ورَمُ الخيانةِ ؛
ومن جديدٍ ، تأتي قصةُ الضفدعِ المنتفخِ …
اللّـهمَّ … لا شماتة !

لندن 28/6/2004