يبدو أن المستعمِـرين ، شــرعوا يفكرون مرّتين قبل أن يُـقْــدِموا على أمرٍ يظنونه ذا مغزىً . والمـلحوظُ ، في الفترة الأخيرة ، يأسُــهُـم من عملائهم الفندقيين ( نسبةً إلى فندقَي الهيلتون متروبوليتان ونوفوتيل اللندنيين ، حيثُ أقيمت حفلاتُ الدعارة السياسية ، تمهيداً للإحتلال ) ، ومحاولتهم إبعادَ الشبهةِ عن نواياهم ، باستبعاد هؤلاء العملاء ، ولو إعلاميّـاً ، والإستعانة بالأخضر الإبراهيمي ليدبِّــر صفقةً تحفظُ ماءَ الوجهِ والسيطرةَ المطْـلقةَ في آنٍ ؛ صفقةً مَـعْـنيّـةً بالـمَـظهر لا بالـمَـخبر ، وهذا هو أقصى ما خُـوِّلَـهُ الرجلُ ، إن أردنا الدقّــة .
من هنا جاءت لعبةُ الأوراق الـمهترئة ذات الوجوه الكريهة المعروفة ، والدائرين معهم في دائرة العار : لعبة الحيّـة والدّرَج … لن يتغيّــر شيءٌ : عساكر الإحتلال ، باقيةٌ مع تعزيزٍ . الضباط السياسيون يشرفون على الصغيرة والكبيرة في الإدارات . ثروة العراق البترولية والأمور الـمالية بأيدي المستعمِـرين . * لِـمَ هذه الضجةُ إذاً ؟ لِـمَ الذهابُ إلى مجلس الأمن ؟ أهذا كله كلامٌ فارغٌ ؟ أعتقدُ أن الأمر خطيرٌ جداً … وهو بالبساطة كلِّـها : الإنتقال من مرحلة الإحتلال إلى مرحلة الإستعمار . ولأنّ العهد الإستعماري سيكون طويلاً ( كما يتمنى أصحابُه ويمهِّـدون ) ، فالحاجةُ تكون ماسّـةً ، الآن ، إلى قرارٍ دولـيٍّ ، يضمن تغطيةً قانونية للعملية الإستعمارية . * لكنْ ، ما دخْـلُ الشهرستاني ( الخبير النووي ) ، في هذا ؟ إنه الآن خارج الصورة ؛ مهتمٌّ بتعليم شباب كربلاء على الكومبيوتر … وخيراً فعلَ . المستعمِـرون يبحثون عن وجهٍ نظيفٍ للتســتُّـرِ على لعبةٍ قذرةٍ . لقد يئسوا من وجوه عملائهم الكريهة ، ولا يجدون حرجاً في إحراج رجلٍ نظيفٍ ، خدمةً لمصالحهم ، ولو أدّى ذلك إلى تعريض حياة الرجل للخطر ، في مثل هذه الظروف . لندن 26/5/2004
|