سعدي يوسف أصدقاء من بغداد كانوا اتّصلوا بي ، يخبرونني أنهم اعتزموا المشاركة في تظاهرات اليوم ، الحادي والثلاثين من آب اللهّاب . كانوا في منتهى الحماسة ، حقّاً . لكني خيّبْتُ ظنّهم ، إذ نصحتُهم بالحذر ، وتجنٌّبِ صدارة الموكب ، و الاكتفاء بملازمة الحائط ... أنا حريصٌ على سلامة أصدقائي. وحريصٌ أيضاً على أن أقول لهم شيئاً بعد أن يكون جرى ما جرى . بغداد والمحافظات في حالة طواريء . الجسور والشوارعُ ... إلخ . الأمر ليس هنا .
* انتهى اليومُ . نوري المالكي كان المتظاهرَ المقدام . قال إنه مع المطالب كلِّها. * أقولُ لأصدقائي إنهم كانوا ضحايا عمليّة نصْبٍ سياسيّ . كيف ؟ الداعون إلى هذه التظاهرات المطلبيّة هم من منظمات المجتمع المدني ، الأداةِ الأميركية للسيطرة على نبض الشارع العراقي ، و من الحزب الشيوعيّ ، الذي كان من الداعين إلى التظاهرات ، وهو منظمة مجتمعٍ مدني أيضاً ، لأنه يتلقّى دعماً ماليّاً من الجهات الأميركية المانحة . * هدف الاستعمار الأميركي من هذه التظاهرات : أوّلاً – تشخيص العناصر المعارِضة . ثانياً – الحفاظ على السقف المطْلبيّ الخالص لأي تحرُّكٍ شعبيّ . * في 1789 خرج الباريسيّون مطالبين بالخبز . قالت ماري أنطوانيت : ماذا في الأمر ؟ ليأكلوا الكَيك ! لكن الباريسيين كانوا يريدون رأسها ورأس لويس السادس عشر . المطْلَبُ كان الجزءَ الطافي من جبل الثلج . * في أكتوبر 1917 كان المتظاهرون الروس يطالبون بالخبز . لكن البلاشفة كانوا يريدون إنهاء القيصرية . مطْلبُ الخبز كان الجزءَ الطافي من جبل الثلج . * في الحادي والثلاثين من آب اللهّاب ، ببغداد ، والمحافظات ، ليس من جبل ثلج ! 1 أيلول 2013 لندن
|
اخر تحديث الأحد, 01 شتنبر/أيلول 2013 11:00 |