الخوَنةُ ، خدمُ الجنرال المتقاعد غارنر مسؤولون عن مذبحة الفلّـــوجـة طباعة

أمس ، في الثامن والعشرين من نيسان ، وفي قاعة مؤتمراتٍ باذخة ، استدعى الجنرالُ المتقاعد غارنر  ( حاكم العراق العام )  ، عدداً من الخونة ، فالاشا ومحليين  ، ليبصموا على إعلان الإستسلام ، الإعلان الذي لم يجرؤ عسكريّ على توقيعه ، بعد أن اختفى صدّام ، الآمرُ الأول بالإستسلام في حرب الخليج 1991- 1992 .
والحقُّ أن أولئك المستدعَين ، هم أمشاجٌ عجبٌ : قتلةٌ بعثيون ، رجال دين فاسقون ،  متدربون قدامى لدى وكالة
المخابرات المركزية ، مجنّـدون جددٌ من سارقي المصارف والمتاحف ، تائهون باحثون عن مشترٍ ،  مغامرو سياسةٍ

قليلو التجربة …إلخ .
لكن أمراً استرعى انتباهي في " لَـملوم " غارنر . قيل إن حزب الباججي ، حزب ( المستقلين الديمقراطيين! ) ، لن
يبصم مع غارنر ، لكنّ الواشنطني ( نسبةً إلى واشنطن ! ) أيهم السامرائي ، الذي ترأسَ جلسة الحزب في فندق نوفوتيل اللندني ، وكان في منتهى عدم اللياقة ،  حضر استدعاءَ غارنر ، وبصمَ مع الخونة الآخرين على وثيقة الإستسلام التي منحت الأميركيين السلطةَ الأمنية الكاملة على كامل التراب العراقي ، ومهّــدت السبيل لإقامة
مكاتبَ محليةٍ لمأمورين ينفذون إرادة جيش الإحتلال ، تحت تسميةٍ مضللةٍ للدجاج ، هي : الحكومة المؤقتة.
لقد هرِم الجلاّدُ الأول ، صدام حسين ، بعد أن قتل حرباً وإعداماً ، مليونين من أبناء الشعب العراقي ، والآن يأتي
الجلادون الجدد ، من أمثال أيهم السامرائي ، ووفيق السامرائي ، ومشعان الجبوري ، وسعد البزاز ، وسائر الحثالة ،
ليواصلوا مسيرة القتل والخيانة …
هؤلاء الذين وقّـعوا وثائق غارنر ، هم المسؤولون أولاً عن مذبحة الفلوجة ، التي قضى فيها العشراتُ من أبناء شعبنا ، بالرصاص الأميركي .
مسؤولون لأنهم نفّذوا الأمرَ بأن يكون الأمن بيد جيش الإحتلال .
ولسوف يحاسَـبُ هؤلاء الخونة.
وإنه لَـيومُ حسابٍ قريبٌ ، بل أقربُ مـمّـا يُظَــنُّ .
الدم العراقي ليس رخيصاً إلى هذا الحدّ …

لندن 29 / 4 / 2003