سعدي يوسف بدأَ حديثٌ إعلاميٌّ حذِرٌ عن " المؤتمر التاسع " للحزب الشيوعيّ العراقيّ ، ثم اختفى هذا الحديثُ فجأةً. والحقّ أن المرء لن يستغربَ لهذا ، فالأفق غائمٌ ، والأميركيون يغادرون ، والعراقُ يتفكّكُ شِلْواً شِلْواً ، و لا من أحدٍ يشعرُ بالمسؤولية التاريخية إزاءَ ما يَحدث. الحزب الشيوعيّ العراقيّ لم يَعُدْ لاعباً في الساحةِ. هذا أمرٌ متّفَقٌ عليه كالحديث الصحيح.
لقد ضحّى بتاريخه الوطنيّ المجيد ، في لحظةٍ غيرِ مجيدةٍ ، آنَ ارتضى أن يكون جزءاً من آلياتِ الاحتلال السياسية ، المتمثلة في " مجلس الحـُكم " ، وفي وزارة بريمر الأولى ، وقبلَ هذا كله ، في المشاركة المنهجبة مع الداعين لاحتلال العراق. هل من مراجعةٍ شجاعةٍ ؟ الظواهرُ لا تشجِّع : الحديثُ يدورُ عن " تنصيب " وزير الاحتلال ، مفيد الجزائري ، ذي سنّ الذهب ، أميناً عامّاً ، بعد أن انهارَ حميد مجيد موسى ، الظريف ، تحت وطأةِ إفراطه في الطعام ، وتفريطه بالشيوعيّة . الحديث يدور أيضاً عن دورٍ رئيسٍ لرائد فهمي ( أبو رواء ) الوزير الآخر في سلطة الاحتلال. لِمَ التعتيم الإعلاميّ على المؤتمر التاسع؟ أظنُّ الأمرَ متّصلاً بصعوبة تمرير الصفقة: مفيد الجزائريّ أميناً عامّاً ! أبو رواء ! هذه المهزلة ، لو حدثتْ ( وأظـنُّـها ستَحدُث ) ستكون نهايةً غير شريفةٍ، لحزبٍ ذي تاريخٍ شريف. لندن 12.12.2011
|
اخر تحديث الإثنين, 12 دجنبر/كانون أول 2011 23:03 |