سعدي يوسف التظاهرات والتجمّعات والاجتماعات في الساحات العامّة ، التي انتظمت العراقَ من جنوبه إلى شماله هي تعبيرٌ أوّلُ عن همومٍ حقيقيّةٍ تزداد إلحاحاً مع الإهمال والانحطاط السياسي العجيب والفساد الأعجب . الجماهيرُ العريضة لم تنخرط. هذه الجماهير خاضعةٌ للإفيون الدينيّ . وهي التي انتخبتْ لدورتَين متتاليتَين ، هؤلاء التافهين نوّاباً نائمين. هذه التجمّعات حضرَها جمهورٌ مختلفٌ . جمهورٌ أعلى ثقافةً ، معظمُه من الشبّان الذين أطلّوا على العالَم بوسائل غير تقليدية. هل صحيحٌ أن للشيوعيين دوراً هنا ؟
لا شكّ. أمّا السقف المطلبي للتجمّعات فقد كان لسببين : حجم الإهمال والفساد. قرب العهد بمشاركة الشيوعيين في سلطة الاحتلال ، ممّا يحدُّ من إمكان القطيعة. * هل كان إغلاق المقرّات مفاجئاً ؟ لا أظنّ ذلك . فما المتوقَّع من حكومةٍ عميلةٍ متديّنة ، متدنّـية ، دنيئة ؟ لندن 10.03.2011
|