سـعدي يوسـف القوميسار الثقافيّ للاحتلال ، فخري كريم ، وزوجته حمّالة الذهب ، يريدان أن يقيما دنياً خياليّةً ، دنيا ، لا تقامُ ، ولا تُقْعَدُ ، قولاً ، لا فِعلاً ، بعد أن لم يَعُدْ لديهما ما يفعلانِه . الأميركيون يحزمون حقائبَهم ، متعجِّلين ، إزاء المقاومة السلبية المتزايدة لدى العراقيّين ، وهكذا سوف يتركون عملاءهم أمثال فخري كريم ، عراةً ، أذلاّءَ ، لا يجدون ما يفعلونه في العراق العربيّ. فخري كريم لم يحتجّ ضدّ اغتصاب عبير الجنابي ، ولا ضدّ الفوسفور الأبيض في الفلّوجة ، ولا ضدّ تسليم الثروة البترولية الوطنية إلى الأجنبيّ ، ولا ضدّ قتل الصحافيّين والطيّارين والعلماء .. إلخ.
إنه يحتجّ ضدّ منع شرب العرق في نادي اتحاد الأدباء. معروفٌ أن فخري كريم ( شأن جواسيس العالم ) لا يشرب العرَق. وحمّالة الذهب ( العامليةّ ) لا تشرب العرَق. إذاً ما هذا الهراء؟ لقد بدأ " الاحتجاج " من شارع المتنبي : معروفٌ أن فخري كريم اشترى شارع المتنبي ، ومقهى الشابندر ، وأوكلَ إلى كنّاسٍ برلينيّ سابقٍ ، مهمّةَ أن يكون محتسِباً في الشارع ، يراقب كل َّ شاردٍ وواردٍ . فخري كريم يتظاهر في بيته الذي هو ليس بيتَه. عملاء الاحتلال مغادرون . فليغادرْ فخري كريم وحمّالةُ الذهب إلى سقَر ، وبئس المقرّ. أو إلى قاعدة الحبّانيّة التي يعرفها جيّداً أيّامَ فتوّتِه. الشعب العراقيّ لم يَعُدْ يطيق العملاء لم يَعُدْ يطيقُ المدافعين عن العرَق ، وهم لا يحتسونه لأنّ حرفة الجاسوسية تمنع ذلك ! أتذكّرُ ، جيّداً ، فكرةً لفرانز فانون ، حول الاستعانة بالبِنى التقليدية في مقاومة المستعمِر . الثورة الجزائرية حرّمت التدخين لأن التدخين يمنح الشركات الاستعمارية ثروةً طائلةً. والمجاهدون الجزائريون لم يكونوا أصحاب كأس! لندن 10.12.2010
|