منذ زمنٍ ، بل منذ أزمانٍ ، كان يلحُّ عليّ هاجسُ القِرطِ . السبب بسيطٌ . العراقيّون ليسوا ذوي ذاكرةٍ ثقافيّةًٍ . هم لن يحفظوا نصّاً لي ، مثلَ ما فعلوا حين لم يحفظوا نصّاً لبدر شاكر السياب. لو حفظوا نصّاً لبدر أو للرصافيّ قبله ، وتَمثّلوا ما حفظوه ، لَما احتلّهم محتَلٌّ ، واستعمرَهم مستعمِر.ٌ لكنهم ليسوا ذوي ذاكرةٍ . مدافعُ كثيرةٌ كانت في البلد . لكنّ العراقيّين ( قومي ) لا يتذكّرون إلاّ : طُوب أبو خِزّامة ... وهو مدفعٌ قديمٌ نمساويّ في نهاية ماسورته حلّقةٌ تُستعمَل لسحبه . هذه الحلقة ، قال عنها الناسُ إنها خِزّامةٌ ، أي قِرْطٌ على الأنف .
في رسالة عزيز سباهي إلى المؤتمر التاسع للحزب الشيوعيّ العراقيّ ، دعا إلى الإمتناع عن اعتبار القتلى من المتعاونين مع الاحتلال ، شهداءَ . والحقُّ أن أطروحة عزيز سباهي يصحُّ تطبيقُها على كامل شياع ، الذي أوقدوا له الشموع في ساحة كهرمانة ، استعادةً لذكراه العطِرة جداً. مَن هو كامل شياع ؟ أوّلُ مَن طار إلى بغداد المحتلّة ( في زمن بريمر ) ليكون وكيل وزارة ، هي وزارة الثقافة، التي تولاّها امرؤٌ ليس أقلّ رداءةً من كامل شياع ( أعني العلاقة الفعلية بالثقافة ). كامل شياع :
ما قاله صريحاً ، ساركوزي ، الرئيس الفرنسيّ ، حول أن دور الجزائر آتٍ ، في العام المقبل 2012 يضعُنا أمامَ وضوحٍ لا مثيل له : فرنسا تعودُ بالقوّة إلى مستعمراتها القديمة . سوريا ، الآن ، هي على اللائحة المتعجِّلة للاستحقاقات الفرنسية : برهان غليون بمساعدةٍ من، سمر يزبك، المحتفى بها في باريس بصورةٍ غير عاديّة ...يكادان يضعان الختم الرسميّ للجمهورية الفرنسية على أمرٍ بالتدخّل العسكريّ في سوريّا . فرنسا الساركوزية ، تعود إلينا مدجّجةً بالسلاح ، تيّاهةً بالعملاء أمثال برهان غليون وسمر يزبك.
أرجو من قرّائي وأصدقائي متابعة نتاجي وأخباري على صفحتي الفيسبوك الجديدة : Saadi Yousef 148332511917400 لقد جرى تخريب صفحتي الأصل بعد أن نشرتُ موادّ معيّنةً تتّصل بأعتى نظام حُكمٍ في أرض العرب.
في البحارِ الثلاثةِ أغمضْتُ عينَيَّ تحتَ المياهِ التي تنضحُ الملحَ واليودَ والساحراتِ . وفي أوّلِ الصيفِ هذا كنتُ في المتوسِّطِ : في الـمَـضْـيَـقِ المغربيّ كنتُ في الأطلسيّ : أصيلــةَ في بحرِ إيجةَ : تِينوس ... لو قالَ لي أحدٌ إنني سوف أفعلُ هذا لَما كنتُ صدّقـتُـهُ !